في صبيحة فجر يوم الجمعة من سنة 2006م تقريبا صحوت من نومي على رنات هاتفي وكان الرقم محجوب ترددت كثيرا في الإجابة على المتصل بسبب التعب لكني فتحت الخط وقلت الووووه السلام عليكم واذا في الخط صديقي الألماني (هندريك زيله) وكان يعمل في القنصلية الألمانية *هندريك* الووووه هاني كيف الحال *هاني*: تمام بخير هندريك *هندريك*... هاني انا نازل من صنعاء إلى عدن وأريد الغداء عندك في منزلك في لحج فقلت له على الرحب وللعلم فقد كانت تربطني علاقات متميزة مع الكثير من الأشقاء والاصدقاء الذين يعملون في اليمن سواء كانوا في سفارات أو منظمات انسانية ومن هؤلاء الشاب المستشرق هندريك.. كان هندريك ذو علاقات واسعة بالمجتمع اليمني والذي عرفني عليه الأستاذ خالد الحوت رحمه الله كان اتصال صديقي هندريك فقط ليعلمني انه سيأتي عندي ومعه بعض الأصدقاء من السفارة الألمانية فقلت له ابشر ولا يهمك أنهيت المكالمة وبعد الجمعة بوقت ليس طويل وصل الضيف وكان برفقته الملحق الثقافي (يوخن) وطالبه من جامعة فرانك فورد اسمها( نورا) المهم تعذينا بما يسر الله للضيافة.... ثم خرجنا إلى المزرعة وجلسنا فيها مع والدي الذي درس في برلين في 76م قبل أن يودعني صديقي هندريك جلسنا نتبادل أطراف الحديث عن العلاقات بين الألمان واليمن ثم قال لي هاني سيأتي ضيوف من جامعة فرانك فورد طلاب مع رئيس الجامعة وأريدك ترافقهم وتعرفهم عن اليمن وتعمل لهم ماتريد من محاضرات تعريفية عن اليمن وتأريخها وحضارتها ومحاضرات تعريفية عن الاسلام وأعددت برنامج للرحلة من عدن إلى لحج ثم في اليوم الثاني نذهب إلى شبوة ثم حضرموت ولكن في الليل تفاجأت بخبر انه تم اختطاف خبير ألماني قرب شبوة فاتصلت لهم وقلت لهم نؤجل الرحلة فقالوا ولماذا فحكيت لهم القصة وما حدث فتعجبوا ونحن في الطريق سألتني زوجة الملحق لماذا اخبرتنا فقلت لها لأنكم ضيوفي ثم قالت هاني لو ان الخاطفين أوقفوا الباص وارادوا ان يخطفونا ماذا ستفعل قلت لها لن ادعهم الا اذا قتلوني واردت أوضح لها سماحة الاسلام والكلام كان أمام الطلاب فوق الباص ثم قال لي صديقي هندريك تعرف يا هاني انكم اخذتوا علينا أحد اعظم الشخصيات في ألمانيا فقلت له من قال. (ويلفريد هوفمان) فقلت له ومن يكون فقال لي هذا سياسي ودبلوماسي ومفكر ألماني كبير، فقلت.. له وكيف اخذناه قال دخل في الإسلام وقد أحدث دخوله في الإسلام ضجة كبيرة ليس فقط في ألمانيا بل في أوروبا من يومها قلت في نفسي من هذا (ولفريد) الذي يتندم عليه الألمان ويعتبروا انهم فقدوه بمجرد اعتناقه للاسلام ماذا كان عمله ومكانته في بلده ألمانيا وماذا سيقدم للامه الاسلامية وهل دخوله الاسلام سيشكل إضافة نوعية ام لا ثم قلت له إذا دخل هذا الشخص في الإسلام فهناك بعض المسلمين يدخلون في النصرانية فقال لكن من يدخل الاسلام من عندنا هم عباقرة ومفكرون ومن يترك الاسلام ويدخل النصرانية لا يصلون إلى عقليات من يدخلون الاسلام من النصارى قرأت وبحثت عنه فوجدت ويلفريد هوفمان كان مولده (6 يوليو 1931 في أشافنبورغ) وهو محامياً ودبلوماسياً وكاتباً ألمانياً. اعتنق هوفمان الإسلام عام 1980. وأسمى نفسه( مرادا) قام بتأليف العديد من الكتب عن الإسلام، كتاب: الإسلام كبديل (الذي أحدث ضجة كبيرة في ألمانيا). كتاب: يوميات ألماني مسلم. كتاب: الإسلام في الألفية الثالثة: ديانة في صعود. كتاب: رحلة إلى مكة. كتاب: الإسلام عام ألفين كتاب: الطريق إلى مكة) تركزت العديد من كتبه ومقالاته على وضع الإسلام في الغرب، وبعد 11 سبتمبر على وجه الخصوص، في الولاياتالمتحدة. كما أنه أحد الموقعين على "مبادرة كلمة سواء"، وهي رسالة مفتوحة لعلماء المسلمين للقادة المسيحيين، تدعو إلى السلام والتفاهم. منذ ذلك الوقت وانا اسمع عن هذه الشخصية التي لم يمنعها عن قبول الحق والدفاع عن الإسلام مكانتها في مجتمعها ولم توقفها الهجمات التي تعرضت لها بسبب كتاباتها.. بل استمر ينظر ويوجد اسباب تأخر الامه الاسلامية ويضع الحلول لنهضة الأمة واليوم الأحد12يناير 2020م يغادرنا المفكر والسياسي المسلم الألماني مراد ويلفريد هوفمان بعد حياة حافلة خدمة للانسانية وللامة الاسلامية فرحمه الله رحمة واسعة