240 دقيقة في محراب الرجولة و لك أن تقول في محراب الكرامة والنضال والجهاد والبسالة والتضحيات ، هناك في وادي صالة حيث يربض الأبطال الذائدون عن تعز وكرامتها وحماها ، الباذلون أرواحهم لأجل الله ثم تعز. لا أدري أي حروف هذه التي استطيع من خلالها أن أوضح لكم.. أي إباء وعزة وشموخ وفدائية وشغف وعشق للرباط وجدتهاهناك في بقعة واسعة ممتدة مفتوحة و يحوطها العدو من كل اتجاه! أنى تحركت، فأنت هدف سهل لقناصة العدو المتربصة، أبطالنا ،أسود وادي صالة هناك رابضون منذ سنوات يواجهون عدوا ً بكل جاهزيته ومعداته الثقيلة المختلفة يواجهونهم بثبات وعنفوان ، قلما نجد مثيلا ً لها إلا في جيل الصحابة أو في الأساطير القديمة. عشاق كرامة وهدفهم تطهير مدينتهم من أنجاس كهوف مران. دقائق في محراب الكرامة والوصول إلى متارس الأبطال الأمامية يتطلب منك جهداً ومغامرةً ! ،لكن ذلك يهون أمام ما يلقون ويكابدون ويعانون ، مرت عليهم الساعات والأيام والشهور والسنوات، وهم كالجبال الراسيات لم يفتروا ولم ييأسوا بل يزدادون عزيمة وعنفوان ، رغم الخذلان وقلة الدعم. إصرار وصمود عجيبان ، لا شك إنه الإيمان الذي يصنع الرجال ليواجهوا الخطر بكل بسالة وإقدام! ! الله كم هم كبار وأوفياء لدينهم ووطنهم ومدينتهم وشرعيتنا والقادرين من أبناء الوطن تجردوا من كل ذلك ! تنقلت و الأبطال من سرية لسرية وكلما توغلنا أكثر ، كلما اقتربنا من ثكنات العدو أكثر ، ليس لنا ولهم من وجِاء سوى الله، الله كم يستعذبون كل مُر وصعب ومستحيل في سبيل أن يحفظوا لنا كرامتنا وأمننا وفي سبيل الوصول إلى أهدافهم التي خرجوا لأجلها منذ الوهلة الأولى . هؤلاء هم أبطالنا الذين هم رغم الأخطار المحدقة عليهم من كل اتجاه ، ورغم ما يبذلون، وجدتهم يفترشون الأرض ويلتحفون السماء في هذا الشتاء البارد ووجدتهم أيضا ًحفاة يقطعون المسافات الطويلة الوعرة بين الصخور والأشواك والزجاج والحشائش والأشجار الكثيفة ، ناهيك عن الثعابين التي يجدونها في طريقهم، فيفتكون بها قبل أن تفتك بهم. كم هم مخلصون ونبلاء وكرماء وكم نحن جاحدون ومقصرون تجاههم. أقسم أن أقدامهم الطاهرة أشرف من كل من يدَّعون الوطنية ويتحدثون باسم الوطن. لكم الله يا حماة الأرض والعرض والكرامة في وادي صالة وفي كل جبهات تعز الصمود. لكم الله يا أسود تعز.