أرادت أن يكون عيد الأمّ هذا العامّ مختلفًا عن الأعوام الماضية التي حلّت عليها وأمّها المطربة الرّاحلة سلوى القطريب بعيدة عنها، أرادت محو آثار الحزن والتّعاسة اللتي سكنتها بعد وفاة والدتها وقرّرت إطلاق أغنية بعنوان "بكير تركتيني" لتعيد الفرحة إلى البيت الذي هجرته سلوى القطريب برحيلها وإلى العائلة التي تفتقدها والجمهور الذي يحنّ إلى صوتها الحنون. "بكير تركتيني" كتب كلماتها طبيب القلب والشّرايين حمد أبو ضرغام، ولحّنها ووزّعها موسيقيًّا الأستاذ غدي الرّحباني، وهي صرخة تطلقها الفنّانة الشّابة، ألين لحود، لتعبّر عن شوقها لأمّها الرّاحلة واشتياقها إليها وحاجتها لها بحياتها.
في منزل العائلة في عمشيت (شمال بيروت) الذي شهد الكثير من المآسي في حياة سلوى القطريب، أرادت ألين أن يشهد أيضًا على فرحة لم تمرّ عليه يومًا، فارتدت الأبيض رمز البراءة والطّهارة وكانت عروس ليلتها وقدّمت أغنيتها لأمّها فأبكت الحضور بعدما أدّتها بإحساس عالٍ هزّ مشاعرهم.
وتقول ألين في حديثها ل"إيلاف" أن عمر الأغنية سنتين ولم تكن تعلم بوجودها، إلى حين حدّثها عنها الأستاذ غدي الرّحباني وأخبرها أن الدكتور حمد أبو ضرغام كتبها خصيصًا لها لتغنيها لوالدتها الرّاحلة، وتضيف: "لم نستطع إصدراها العام الماضي لأننا كنّا نعمل على مسرحيّة "على أرض الغجر"، لذلك أجّلنا العمل عليها حتّى هذا العام لوضعها في الإطار الذي يليق بها، وأطلقناها في عيد الأمّ الذي يعدّ المناسبة الأفضل لذلك".
وتضيف ألين: "لقد تأثّرت كثيرًا بهذه الأغنية، وبقيت حوالي الأسبوعين أبكي حتّى تمكّنت أخيرًا من تسجيلها، كنت أختنق كلّما أردّد نصّ الأغنية وأسأل والدي كيف سأستطيع تسجيلها، وفي النّهاية تغلّبت على وجعي وضعفي وسجّلتها".
وتقول الفنّانة الشّابّة أنّ أكثر ما تفتقده في هذا العيد وفي كلّ يوم يمرّ عليها هو أمها الرّاحلة وصوتها ووجودها بقربها، وتشير إلى أن الدنيا قبلها كانت شيء وبعدها باتت شيئًا آخر.
وعن تصوير الأغنية على طريقة الفيديوكليب كما تردّد أخيرًا، أكّدت ألين أنّه لم يكن هناك أي مشروع من هذا القبيل، ولكن قد يتمّ العمل على تصويرها وإصدارها السّنة المقبلة خصوصًا أن هذه المناسبات تتكرّر كلّ عامّ ويمكن تقديم الكثير خلالها.
