ماذا دهاك ياولدي؟! تحدق إلي وكأنني قد ارتكبت ذنباً أو أنني مخلوق غريب!! أنا المعلم والمربي وباني الأوطان ومخرج الأجيال، لكن ليس في زمنكم يا صغيري، بل في زمن يقدر فيه المجتمع المعلم ويضعه نبراساً ودليلاً وقدوة، لكن تذكر ياولدي بأن العجلة تدور وستطحن الكل إن لم ينصفوني، لأنني وببساطة كما قال الشاعر بأنني رسول وأحمل رسالة وإن لم تصل فستعيشون في ضياع وسترون ذلك ..؟ هكذا اختصر المعلم رسالته وأوجزها لذوي الألباب. اليوم يا سيادة التحالف نضع القضية بين يديكم بعد أن تناستنا شرعية الويل وساسة الانتقالي، اليوم ياسيادة التحالف الطفل ذو الخمسة عشر ربيعاً راتبه يفوق راتبي بضعفين ونصف، وأنا غارق بين الكتب وزحمة الطلاب وغثاء الطباشير، أناشدكم بأن تنظروا لي كأب أو كأخ أو كما تروه أنتم مناسباً بشرط أن تعيدوا لي حقوقي المسلوبة.. المعلم في جنوباليمن تطحنه الأزمات وتعصره الظروف فأصبح بين مر التعليم ومعاناة المعيشة، نرجو إنصافاً بعد أن تقطعت بنا السبل وها أنتم ترون بأم أعينكم معاملة صبية معاشيق تجاه آبائهم وأمهاتهم ومعلميهم أثناء وقفة اليوم الإحتجاجية!! "ما هكذا تورد الإبل ياشرعية الفساد" ! ذهبوا للرفع بقضيتهم وقوبلوا بأزيز الرصاص؟ في اليابان المعلم بحصانة وزير ونحن لا نطلب حصانة، نريد فقط مرتب مرافق من مرافقي الوزير! مهاتير محمد عندما وصل كرسي السلطة بدأ بالمعلم ورفع من مكانته ونقل ماليزيا من دول العالم الثالث إلى الدول الصناعية المتقدمة. لذا فعلى من يرى ويسمع بمعاناة المعلم وعلى كل شرائح المجتمع الوقوف بجانبه ومساواته بموظفي الدولة الآخرين.. "المعلم يعاني حتى إشعار آخر يا قادة بلادي" !