تفشل ميليشيا الحوثي في التقدم عسكرياً على مختلف الجبهات، فتلجأ إلى جرائم ضد الإنسانية، لتظهر أمام أتباعها بمظهر المؤثر في الساحة اليمنية، بحسب خبراء. ومن أبرز من تقوم به في هذا المجال استهداف دور العبادة في أثناء الصلوات، لتقتل أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب اليمني، وهو ما كررته أول من أمس، باستهداف الجامع الذي يصلي فيه جنود يمنيون بمحافظة مأرب. وشنّت ميليشيا الحوثي هجوماً مزدوجاً بالصواريخ والطائرات المسيرة على جامع ضمن معسكر للجيش الوطني اليمني في مأرب، عندما كان الجنود يؤدون صلاة المغرب، مما خلف 111 قتيلاً في صفوف القوات الشرعية، وأصاب أكثر من 68 آخرين. وخلال السنوات الأخيرة، باتت دور العبادة هدفاً متكرراً للهجمات الإرهابية الحوثية، إذ سبقت قصف الجامع، أول من أمس، 3 محاولات لاستهداف مكةالمكرمة قبلة المسلمين، لكن القوات السعودية تصدت لها، وأسقطتها أنظمة الدفاع الجوي السعودي قبل وصولها إلى هدفها. وشهد يوم 28 أكتوبر (تشرين الأول) عام 2016 إطلاق ميليشيا الحوثي صاروخاً باليستياً باتجاه مكةالمكرمة، إلا أن قوات الدفاع الجوي السعودي أسقطته على بُعد 65 كيلومتراً من مكةالمكرمة. وفي 27 يوليو (تموز) عام 2017، تمكنت قوات الدفاع الجوي في التحالف من اعتراض صاروخ باليستي أطلقته الميليشيا الحوثية باتجاه منطقة مكةالمكرمة، ووصفت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن تلك العملية الحوثية بأنها «محاولة يائسة لإفساد موسم الحج». ولم يبالِ الحوثي بتنديد دول عربية وإسلامية باستهدافه دور العبادة وقبلة المسلمين مكةالمكرمة، فواصلت الميليشيا نهجها الإرهابي باستهدافها مكةالمكرمة في 20 مايو (أيار) 2019، واعترضتها قوات الدفاع الجوي السعودية قبل وصولها إلى مكةالمكرمة. وقال الدكتور أحمد العطية، وزير الأوقاف والإرشاد اليمني: «نحن أمام جماعة تسعى لعمل تغيير ديموغرافي في اليمن، وجاءت بمشروع إيراني يستهدف كل من يناوئها. ومشروع الحوثي الإيراني ممنهج في استهداف بيوت الله منذ الانقلاب على الشرعية، إذ سبق استهداف هذا الجامع الاعتداء على مساجد كثيرة». وأضاف العطية، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أن وزارة الأوقاف والإرشاد اليمنية لديها إحصائية عن استهداف جماعة الحوثي 76 جامعاً في المناطق التي سيطرت عليها، مؤكداً أن تلك الميليشيات تتعامل مع مساجد اليمن بثلاث طرق إجرامية، إذ فجّرت مساجد ودمرتها بالكامل في كل المحافظات التي سيطرت عليها، وحولت مساجد إلى مخازن للأسلحة والغذاء لتمويل ميليشياتها الإرهابية، فيما جعلت بعض المساجد مجالس لتعاطي القات وإقامة الحفلات والمهرجانات، ضاربة بقدسية المسجد وحرمته عرض الحائط. ولفت إلى أن استهداف الجامع في مأرب، أول من أمس، ليس الأول، إذ استهدفت ميليشيا الحوثي قبل نحو 10 أيام مسجداً في الحديدة، وقبل عام استهدفت مسجداً في صرواح، مضيفاً أن الميليشيات الحوثية منعت حرية اختيار المصلين لخطباء المساجد، وهجرت أكثر من 1200 عالم وداعية من أبناء اليمن، كما فرضت أشياء جديدة على اليمنيين، مثل الصرخة ويوم الغدير ويوم الولاية.