بدون مقدمات جميعنا على يقين إن حوار صنعاء جاء وفق مبادرة خليجية لحل النزاع الدائر بين القوى المتصارعة التقليدية في الجمهورية العربية اليمنية وهي (المبادرة) لم تتطرق بشكل أو بأخر إلى الجنوب أو لحراكه الشعبي ونضاله السلمي الحضاري ,لذلك لم يكن الحراك طرفا فيها أو موقع عليها وليست ملزمة له طالما لم تلبي طموحات وتطلعات الشعب في الجنوب .والذي تمخض في نهاية الأمر إلى إجماع واسع من القوى الثورية الجنوبية إلى رفض هذا الحوار التي جاءت به المبادرة التي لا تعنيهم في الأصل. ماحصل إن هناك بعض الأطراف والشخصيات الجنوبية شاركت في هذا الحوار لقناعة لديها بقلب المعادلة السياسية والحصول على مكاسب من شاءنها خدمة القضية الجنوبية وفق تصورها من خلال طرح مشروع الفدرالية أو حتى استعادة الدولة , وهذه قناعاتهم و خياراتهم هم أحرارا فيها ولا يحق لنا مصادرتها طالما تمثل نفسها ولم تفوض نفسها ممثلا للشعب وإرادته . فان كان هذا الحوار لا يعنينا فلا يعني أن نغظ الطرف عن مخرجاته ونتائجه فهي قد تؤثر سلبا أو إيجابا على مسار الثورة الجنوبية .فمن خلال النظر بتمعن للمشهد السياسي وقراءة المتغيرات الحاصلة على الساحة يتحتم علينا الحرص والعمل على كيفية التعاطي البناء معها بما بفضي إلى تحول جذري في مواقف المجتمع الدولي والإقليمي والهيئات والمنظمات الأممية. وباعتقادي المتواضع وان لم أكن محللا سياسيا أو خبيرا في الشؤون الإستراتجية فإننا قد نحصل على بعض المكاسب من هذا الحوار ولكنها لن تكون من مخرجاته أو ما يتمخض عنه وإنما من تداعياته من خلال ما يصدر من مواقف القوى النافذة التي ستسعى جاهدة إلى إجهاض إي مشاريع تطرح لحل قضية الجنوب ومن بين هذه المكاسب ما يلي: أولا: إيضاح للمجتمع الدولي والدول الراعية مدى تعنت وتصلب القوى النافذة في التعاطي مع قضية الجنوب وذلك من خلال مواقفها السلبية التي ستظهر تباعا مع يقيني الراسخ برفض هذه القوى تقديم التنازلات التي ستفقدها مصالحها في الجنوب. ثانيا: الوصول إلى قناعة ويقين عند المجتمع الدولي والإقليمي بعدالة القضية الجنوبية بعد إن تدرك صعوبة التفاهم والحوار مع الأطراف المشتركة في احتلال الجنوب وقناعتها باستحالة الوصول إلى صيغ مشتركة تعيد للجنوب ولو بعض من حقوقه . ثالثا: التأكيد للمجتمع الدولي بأننا محقين بقرار الرفض لحوار صنعاء وأننا لا نرفض الحوار من حيث المبدي وكقيمة حضارية ونبيلة. رابعا: المزيد من الاصطفاف والتوحد واللحمة الجنوبية خلف خيارا واحد وهدفا واحد يتمثل بالتحرير والاستقلال. خامسا: وضع المجتمع الدولي والإقليمي أمام ضرورة تبني مبادرة جديدة تخص الجنوب تحت رعايتها وفي دولة محايدة مع وجوب التحاور على أساس الدولتين وعلى قاعدة فك الشراكة. هذه بعض التصورات والقراءات لاغير ولا تعد معبرة عن خياراتنا وقناعاتنا