بعد مرور اسبوعين من إضرابهم عن العمل لم يسمع المعلمين بيانا او تصريحا واحدا من قبل رئاسة الجمهورية أو مجلس الوزراء أو وزير التربية او اية جهة حكومية. وهذا بالطبع لم يحصل في أي دولة من دول العالم القديم أو الحديث أو المعاصر .لكنه حدث ويحدث فقط في جمهورية ((هادي)) ودولة (( معين)). اتجه المعلمون بعد ذلك للتصعيد قالوا : لعل الحكومة لم تسمع باضرابنا ومطالبنا فلنسمعها صوتنا .فخرج المعلمون في تظاهرة أولى يوم الخميس الموافق 2020/1/16 م. واستقر بهم المطاف أمام بوابات قصر معاشيق وبحت حناجرهم وهم يصرخون يامعلم علي الصوت ..يكفي جوع يكفي موت. وعلي الصووووت معناه اسمعونا يامن صمت اذانكم هذا صوتنا وهذه مطالبنا. لكن لم يسمع المعلم هناك أمام قصر الحكومة سوى صوت زخات من الرصاص حاولت تفريقهم لكنّها لم تفلح . افترش المئات من المعلمين والمعلمات الأرض. أمام بوابات المعاشيق في انتظار ممثلين لهم تم ادخالهم لمقابلة المدعو معين رئيس الحكومة وبعد انتظار طويل خرج ممثلي المعلمين قالوا تم التلاعب بنا والكذب علينا ورفض المدعو معين مقابلتنا. وبدلا من ان تحتوي هذه الحكومة غضب الآف من المعلمين المسحوقين ولو بالكلمة الطيبة اثخنت جراحهم باللامبالاة والغبن والتكبر. الجووووع كافر..وما كان بالامكان احتوائه بالامس قد لايمكن احتوائه غدا. فهاهم المعلمون يغلقون ماتسمى وزارة التربية وهم يرددون نفس الشعار : يامعلم علّي الصوت..يكفي جوع يكفي موووت. و كل أملهم من هذا هو ان يُسمع صوتهم. لكن للاسف فما حصل في معاشيق ربما كان أهون بكثير من البيان الذي صدر عن وزير التربية والذي وصف المعلمين المطالبين بحقوقهم باوصافٍ مشينة لا تصدر إلا عن جاهلٍ غير حاضق أو فاسدٍ وسارق أو عفاشي منافق. اليس كان من الاجدر بك كوزير أن تسمع ولو سماع فقط لمطالب آلاف المعلمين الواقعين تحت رعايتك. اليس من الاولى بك ان تحمل ملف مطالبهم للرئيس أو الحكومة أو حتى لدول التحالف. إن التجاهل واللامبالاة بجروح وآلام الامة ليس بالسهل والهين ياسيادة الوزير. وان كان كما قيل ياسيادة الوزير من انك لا تعترف بالنقابة.. فأنت بذلك. لاتعترف بكل معلمي الجنوب بل وكل شعبه لان المعلم هو القلب النابض للشعب والوطن. وان قلت هذا فعلا فقد قالها أخ لك من قبل يسمى ( أحمد الميسري). فخرج هاربا مذعور .. وقطع الفيافي والبحور ..وهجر القصور..وعاش في جحور.. فاتخذ منه عبرة وآية ..قبل أن تعزل من الولاية .. وتعيش في ندم..ويتركك الخدم ..ويقتلك السقم.. وتصبح عدمٌ في عدم. ثم عليك أن تتذكر ما قاله أمير الشعراء احمد شوقي في المعلم حين قال :