ولدنا وعشنا وترعرعنا في زمن كله دماء ومازالت تقطر ؛ وتنثر حولنا جداول من الدماء المهدورة ؛ ليس لنا ذنبا إلا أننا عاصرنا هذا الزمن بجميع أهواله وكل يوم يزداد سوء وتزداد الحياة بؤسا وخرابا ! أصبحنا لا نعي ما يدور حولنا وكأننا نشاهد مقاطع بوليودية وخيالية مجرد أن نصحو تتبخر لكن الفاجعة هي أن ماحولنا حقيقة ؟! كل يوم والبلاد تكتسي وشاح الحزن بينما بقية العالم مشغولين بالأعمار والبناء والإقتصاد والنهضة العلمية ونحن مشغولون في قتل أحدنا للآخر ؟؟ فمستقبلنا مجهول وقادتنا يبحرون في بحر برمودا ولا غاية لهم سوى المزيد من الدماء ؟! يارب إن هنالك دماءٌ تسيل ومناحرٌ تُذبح وقلوبٌ تتوقف إجعل لهم أفضلُ ما لديكَ من النعيم نصيبهم فقد عانوا ماعانوا من أجلِ بلادٍ تفتقد الوطنُ بكل مافيها، فقد قُتلوا ليرسموا وطناً أفضل لتلك الأجيال لأنها تستحقُ ألا تعيشُ تلك المعاناة بأبسط الحقوق، اللهم برحمتكِ تغمدهم... أن تولد في اليمن، هذا يعني أنك صرت من أبناء المحن والبلايا ، ثم تكبر فتصير الاب ، الشاعر ، المتحدث ، الشجاع ، الشهيد ! نتمنى من تجار الحروب الكف عن العبث بالبلاد والعباد وأن يجنحوا للسلم وكفانا إراقة دماء ففي كل بيت يمني ما يكفيه يا مصاصي الدماء ؟ لا غالب ولا مغلوب في حرب قادتها تدير المعارك من الفنادق ورجالها يدفنوا تحت التراب ! عجلة الحياة تكاد أن تتوقف ولا رياح تحمل البشرى ؛ فجميع الطرق مغلقة وموصدة واليأس يدب بين أوساط المجتمع ونظرات اليأس والإحباط تحيط بكل الناظرين ! رحل الشباب ورحل الكبار ورحل الأطفال ولا سوى الحسرة والندم تلازمنا وتعصف بأفئدتنا تاركة لنا سؤال ما قيمة العيش بعد أؤلئك الراحلون ؟! نتمنى إطفاء نار الحرب وأن يعود السلام لوطني الجريح !