لم يكن مشهد مباراة الأمس التي احتضنها ملعب الاستاد الاوليمبي بمدينة سيئون بين فريق نادي الشعب من حضرموت وفريق نادي التلال من عدن في خضم مباريات نصف نهائي الدوري التنشيطي في اليمن عبارة عن مباراة في كرة القدم وحسب وإنما فاق كل التصورات ففي بلاد تشهد ظروف سياسية واقتصادية ومشاكل كثيره من ويلات الحروب لم يعد فيها للإنسان أن يتنفس بأريحية وسعادة فالحرب يقضي على كل ماهو جميل دائما. الا ان ماحصل عصرية الأمس في ذلك اللقاء الكروي شيء أعطى دلاله كبيره ان الشعوب والمواطن البسيط فيها لا يبحث سوى عن الأمن والأمان والاستقرار والعيش في حب وسلام ولهذا زحفت الجماهير بكل ألوانها لتحضر مباريات الدوري التنشيطي الذي نظمه الاتحاد اليمني لكرة القدم وتحتضن مدينة سيئون المرحلة الأخيرة منه هذا الزحف والحضور الكبير أكد انه بما لايدع للشك ان الناس تبحث على عودة الحياة الطبيعية إلى ما كانت عليه وأفضل ومن شاهد مباراة الأمس وذلك الحضور الجماهير الكبير الذي ربما تجاوز الأربعين ألف مشاهد من داخل الاستاد فقط يقرأ في وجوههم الطيبة كم هي الفرحة والسعادة التي تغمرهم. لم يكن الكثير منهم ينظر لمن انتصر في نهاية المباراة كانت نظرة الجميع يملؤها التفاؤل بعودة الحياه الطبيعيه ومعها مستقبل مشرق وطيب يخرج بهم من دائرة متاعب ومشاكل الحروب.. حقيقة لم اشاهد في حياتي منظرا مثل منظر الأمس الذي كان حاضرا بقوة في مدرجات استاد سيئون الاوليمبي كان ممزوجا بشيء من الخيال والابهار فقد عشت يوما نسيت فيه كل همومي ومايدور بداخلي من متطلبات الحياه واتعابها بل انني نسيت كل ما وضعته وطالبة فيه من ضروريات حتمية لهذه الاستضافة التي دون شك بعد هذه المفاجأة التي صنعتها الجماهير التواقة للمحبه. السلام ستأتي حتما فالمعنيين بالأمر لا أعتقد أنهم سيبخلون بعد اليوم لتقديم كل ما يخدم البنية التحتية للرياضة فهي اهم مكان لخدمة الشباب والرياضيين والحفاظ عليهم من منزلقات اخرى لايحمد عقباها.. ناهيك ان ذلك سيخدم تتطور الرياضة ويظهر بلادنا بمظهر لائق ومشرف حين نستضيف بطولات اومباريات دوليه فأعتقد انه لا عذر بعد اليوم لاستكمال الاستاد الاوليمبي وتجهيز تعشيب ملاعب الأندية القريبة منها فما حصل بالأمس أبهر العالم أجمع وادهش كثير من البلدان التي تنعم بالامن والأمان والازدهار حين لم يحضر بطولاتها ومسابقاتها الرياضيه سوى جماهير لاتتعدى ربما العشرة في المائه مما كان في صورة الأمس من جماهير رمت بآلامها وأحزانها وغنت طربا ورقصت فرحا على أنغام الدان الحضرمي ليدندن معها العالم بأسره على اشعار مستور وسليمان بن عون وحداد بن حسن الذي قال في إحدى روائعه الشعرية: حيا ليالي جميله مرت بسفح الجبل. مثناة بحر الطويلة سيئون لي فيها الجميل. أهل الشروع الاصيله . وأهل الوفاء والجود من سابق دويل.