من كان يصدق ان قضيتنا الجنوبية العادلة تصل إلى هذا المنحدر الخطير الذي تحولت فيها المعادلة من صراع جنوبي - شمالي إلى صراع جنوبي - جنوبي. ، للأسف الشديد وأمام هذا الوضع المفكك للمشهد الجنوبي الذي تتحكم فيه ثلاث عقليات مشبعة بالعصبويات لن يعود الجنوب الى الوضع الذي كان يطمح إليه غالبية شعب الجنوب. وتأتي في مقدمة تلك العقليات الثلاث : - عقلية الإقصاء للآخر وفرض التوجه الواحد ... ، ثانيا - عقلية العصبوية المناطقية التي تطورت في الوقت الراهن ووصلت أحياناً إلى العصبوية الأسرية. ثالثا - عقلية قبول التبعية للخارج إلى درجة ( الانبطاح )... مع أن التبعية في وضعنا الحالي شر لابد منه ولكننا لم نتوقع أن تصل درجة التبعية إلى هذا المستوى الخطير الذي يساوم حتى على القضايا السيادية. هذه العقليات الثلاث هي من أضاع الجنوب في الماضي. .... والآن يريدون تكرار التجارب الفاشلة والكارثيه التي جنت على شعبنا في الجنوب مآسي مازال يتوجع منها حتى اللحظة. نعتقد ان الحل السليم لتصحيح مسار المشهد الجنوبي يتمثل في تجاوز هذه العقليات الثلاث التي أضرت كثيراً بمحتوى قضيتنا الجنوبية العادلة. ..ويجب التعامل مع الجميع بمعيار المواطنة العادلة والتي ينتجها منهج التعددية الحزبية والفكرية وثقافة القبول بالآخر، ونعتقد أيضاً أن تحقيق ذلك لن يتم إلا من خلال الحوار والتوافق السياسي بين كل المكونات الجنوبية . ونعتقد أيضاً إن الحوار المطلوب في المشهد الجنوبي من أجل تصحيح مسار القضية الجنوبية يتطلب عوده كل قيادات المكونات الجنوبية الى الداخل ودون إستثناء لأحد . والاهم من ذلك يتم إجراء الحوار بعيداً عن تدخلات الدول الاقليميه خاصةً تلك الدول التي حولت القضية الجنوبية إلى قميص تلبسه فقط لتحقيق أهدافها التوسعية في المنطقة وليس حبا في قضية شعب الجنوب . هنا سنكون بالفعل قد وضعنا المقدمات الصحيحة لحل قضيتنا الجنوبية العادلة بعد إزالة كل الشوائب التي علقت في جسمها خلال السنوات الأخيرة.