السياسة مصالح ، لهذا فهي متغيرة المواقف حسب المصلحة المراد جلبها ، في ظل الأنهزام المتواصل لقوات الإصلاح المسيطر على الحكومة اليمنية المتواجدة في المنفى أمام الميليشيات الحوثية والفرار إلى محافظات الجنوب ، فإن ذلك الفرار الأنهزامي المتعمد وبعد أن تكون جميع جغرافية الشمال تحت السيطرة الحوثية سيجعل من الجنوب منطقة تقاطع للسياسات الإقليمية والدولية ، وبدلا من ان يكون الشمال هو ساحة الصراع للقضاء على الحوثي يكون الشماليون جميعا قد استطاعوا أن ينقلوا الصراع إلى الجنوب ويجعلون منه ساحة للصراع الإقليمي والدولي ، وهذا حتما سيجعل دول التحالف وبالأخص السعودية مضطرة إلى مواجهة دول آخرى معها تتقاطع مصالحهم السياسية والاقتصادية والعسكرية في الجنوب ، دول هي في الاساس حليفة للإخوان والحوثي وتدعم مشاريعهم للسيطرة على منطقة الجزيرة والخليج . القضية الجنوبية يجب أن لاتستسلم أو تذوب بسبب ما سيكون في الجنوب من تزاحم التقاطع السياسي الإقليمي ، ويجب عليها أن تبقى حاضرة وقائمة وبقوة كما هي ، وهذا يعني أنه يتحتم على المجلس الانتقالي الجنوبي أن تكون له سياسة جنوبية خاصة خالصة غير تبعية لمواجهة مثل هذا الواقع إذا ما فرض ، وأن تكون هذه السياسة قادرة على فرض الحليف الإقليمي والدولي للجنوب ، كالإمارات وغيرها من الدول الصادقة في دعمها للجنوب ماديا وسياسيا من أجل حفظ مصالحها فيه ، وتواجد حلفاء الجنوب فيه سيكون على حساب تواجد حلفاء الإخوان أو الحوثي . المجلس الانتقالي وهو يتبع هذه السياسته الجنوبية الخاصة سيتبعها وهو مجبرا أن يتبعها كسياسة بديلة حتى لايتمكن الحوثي أو الإخوان من ود القضية الجنوبي والمجلس الانتقالي معا بسبب تعثر تنفيذ اتفاق الرياض وعدم جدية الدول الراعية للاتفاق أجبار طرف الحكومة اليمنية على الالتزام بتنفيذه . هذا ما تحاول أن تقوله المخاطر المحدقة بالجنوب بسبب هزيمة السعودية في تنفيذ اتفاق الرياض ، انه إذا أراد الانتقالي الجنوبي أن ينقذ نفسه والجنوبيين معا وقضيتهم التحريرية من مخاطر دخول قوات الإصلاح إلى الجنوب بحجة هزائمهم ، واقتراب ميليشيات الحوثي من الحدود الجنوبية بحجة انتصاراتهم ، ومن أن يكون الجنوب هو نقطة التقاء تقاطع السياسات الإقليمية والدولية وكمنطقة صراع بينهم ، ومن استمرار سياسة حكومة معين التخريبة للخدمات في عدن ، ليس أمام الانتقالي إلا أن يجد ويظهر بسياسة جنوبية خاصة وجديدة تأهله أن يكون له حلفاء أقليميين و دوليين يرتكن عليهم بعد الله في الوقوف مع الانتقالي ضد الإخوان والحوثي وحلفائهم إذا ما أرادوا فعلا السيطرة على الجنوب .