قراءة المشهد اليوم في صنعاء وسلسلة أحداث الثلاث السنوات الاخيرة منذ فبراير 2011 وحتى اللحظة، لاتحتاج الى تأني بالنسبة للحالة الجنوبية. يستدعي الأمر الى أثبات حقيقة وصدق النُخَب السياسية في الجنوب، تحديد موقفها الواضح من قضية التحرير والاستقلال واستعادة الهوية وبناء الدولة الفيدرالية الحديثة، ويثبت على الأرض الفرز بمدى ألتزامها بالانضمام الى مجلس التنسيق الأعلى لجميع المكونات لتوحيد القيادة والهدف والخطاب السياسي، لقيادة مرحلة الأستقلال ومستلزمات بناء الدولة، مادون ذلك يندرج ضمن الفوضوية والعبثية، بل والانهزامية والانعدامية لتلك المكونات الواقفة كمعيق لخطوات تنفيذ مكنون الإرادة السياسية الشعبية التي عبر عنها شعب الجنوب في مليونياتة، ولطالما موعد تحديد هذا الانتقال النوعي لم يفصلنا عنه الزمن سوى بضعة ايام. أنظار كل فرد في الجنوب تتجة صوب 30 نوفمبر القادم، فهل نحن مستعدون؟. للأمانة والتاريخ اقولها بشفافية لشعب الجنوب، كواحد من أبناء هذة الأمة، تقع على عاتقي مسؤولية تاريخية لابد من توضيح مايلي: أولا: ان المعوقات الرئيسة التي تقف حائل أمام إمكانية تنفيذ موعد 30 نوفمبر تكمن في التعنت الواضح والتخاذل الكابح المخجل لبعض قادة مكونات الحراك ومرجعياتها، والتي تزعم الأستقلال وهي تتلكأ على عصا مبررات وهمية تجاوزت حد التقزز، تارة بهروبهم عن مواعيد اللقاءآت، وأخرى مماحكات متفق عليها وتلك القيادات، الممتدة بتاريخ النظام الشمولي والمعروفة في خداعها المستمر منذ خروجها من صمتها الطويل وحتى هذة الأيام، بخلق الاعذار في استحالة تحقيق الأستقلال لخضوعهم، لتاثير عُقَدْ حزبية وعقائدية جعلت منهم اكبر سجن لشرائح أجتماعية واسعة، مشبعة بثقافة القطيع، كأن الأمهات في الجنوب، لا يمكن، بل يستحيل لهم من انتاج قيادات غير هذة الموميات؟. ثانيا: ان بعض تلك القيادات ارتبطت بمشاريع إقليمية، تمنع بل تجرم اعادة الأوضاع الى مقابل 22 مايو 1990، الأمر الذي لايطاق مع إرادة شعبنا، وهو الوضع الذي لازال من الصعب زحزحتة على الأقل في المدى المنظور، مع الأشارة الى نشوء علاقات وثيقة لتلك القيادات مع المكونات السياسية اليمنية في صنعاء، بالإبقاء تحت سقف وحدتهم الوهمية، مقابل منافع مالية ومادية وسلطة، تحتوي الجنوب باليمن وكوديعة يبقى الجنوب لرهنة على اليمن مرة أخرى، الامر الذي لايفتي لمعالجة الحالة في صنعاء، ولا يخلص الجنوب بتعليقة هذا من محنتة، بل يعقدها ويشكل تحضير لدخول القوى المتناحرة في حرب طائفية وشيكة أحداثها ممتلئة في ساحات مأرب وأب والحديدة والجوف، بل وصنعاء على صفيحة ملتهبة بأستمرار. ثالثا: اتفاق جميع المكونات السياسية اليمنية بمافيهم الاشتراكي على تحالف مقارعة ومحاربة أية جهود لأستقلال الجنوب، ودليل ذلك تواجد العديد من منتسبي تلك الأحزاب في ساحات الأعتصام، ممولة بالمال والسلاح والأعلام، وكافة مايخطر على البال من مستلزمات تدمير النفسية الجنوبية، وخلق مايمكن فعلة من مشاكل، تفضي بل تؤثر على كل الامكانات الجنوبية وتقوض الجهود وتحبط العزائم، خصوصا بأستغلال تلك الأبواق الى عدم توحيد الهدف والقيادة، وعلى تخويف الإقليم والعالم بحروب جديدة أخرى، وكذا حجة عدم أستعداد الجنوبيون للأستقلال، وان تشرذم الجنوب وارد في حالة أستقلالة، بل وتشظية الى شرق وغرب، وفق معطياتهم من تاريخ الاشتراكي الأسود اثناء النظام الشمولي، وهو الوضع الذي أصبح سياسة الأمر الواقع المفروضة على شعب الجنوب،تُمارس بحذق (وفهلوة )، لتغييب العقل الجنوبي عن سيادة الموقف السياسي الفاصل في تحديد مسار تحقيق أهداف مسيّرة التحرير السلمية، بل وأعاقة تحقيق الأستقلال يوم 30 نوفمبر الجاري. شواهد تحركات القوى المناهضة لأستقلال الجنوب واضحة في بيانات لقاءآتهم سوى في القإهرة أو عواصم عربية وأقليمية، وحتى في الداخل الجنوبي، توحي قُوَّة أستمرارية أرتباطاتها اليمنية، وعنوة تجاهلها لأمور الأستقلال والهوية، مع (خربشات)، تحتسب من قبلهم تموية فقط لذر الرماد في عيون شعب الجنوبء بأستذكار دولة الجنوب السابقة، ويظهر هذا النشاط المحموم من خلال مكونات خاضعة لتاثير ماتبقى من قيادات هرِمٓة اشتراكية وعبربة وعناصره، وأرتباطها بالقيادات السياسية في الأحزاب اليمنية بما فيها الحوثية، مدعومة بسياسات تمهيدية لتلك العناصر الجنوبية المحسوبة على مسيّرة الأستقلال الحراكية بحيث تم خلق جيش من تلك القوى، وبالمال والإعلام بلغت مقاصد متقدمة في النيل من مكتسباتنا النضالية الوطنية، وأبقت الشعب في الجنوب، بدل التركيز على مرحلة التحرير والتحضير للاستقلال اصبح ينظر صوب مايستجد في صنعاء ومايمكن ان يرشح عن تطورات المشهد الأمني والعسكري ليتبلور الى موقف سياسي نحو استيعاب مصالح تلك القوى والافراد والأشخاص الجنوبيين في أية نظام سياسي قادم في صنعاء. بمايعني تكرار وأعادة انتاج ذات المِحنة، لأيقاع الجنوب في مستنقع مشروع يمننّتهم المستمر للجنوب أرض وشعب وثروة ومستقبل. رابعا: تخلف الموقف الأقليمي والدولي نتج عن معطيات مغلوطة قدمتها نخب ومكونات سياسية يمنية بمساعدة جنوبية، على سلبية اوضاع الجنوب، وبعدم تطابق شروطها مع الوضع القائم ذاتيا، بتخلف العامل الذاتي الجنوبي عن مسابقة الفعل على الأرض حسب رأي تلك القوى اليمنية. حيث عملت على أطلاق مبادرة فك أشتباك صنعاء بين القوى المتناحرة على دخول القصر الجمهوري، دون أبداء أي اهتمام لقضية الجنوب؟. واعتبر الجنوب شأن داخلي يمني!؟. وهو يأتي ضمن السيناريوهات الإقليمية المتصارعة على الساحة السياسية، يمنيا وجنوبيا، في السيطرة والنفوذ كما خلص اليه تحالف عفاش الحوثي منذ دماج وحتى اللحظة، ودليل ذلك على الأرض في ظل صمت الأقليم والمجتمع الدولي، بل وبمباركة خطوات تطورات المشهد في صنعاء، سعوديا وخليجيا ودوليا، بتأئيد أتفاق السلم والشراكة، الموقع قسرا في 21 سبتمبر الماضي، وبحضور المبعوث الأممي جمال بن عمر. رغم خروجه عن وضع مخرجات مؤتمر الحوار اليمني وفق المبادرة الخليجية، وأصبح القرار الحوثي السائد وهو في أساسه عفاشي بامتياز يثبت مصالح إيرانية بوضوح، موسوم بحذر خليجي سعودي مكتوف. لهذا لابد من أطلاق مبادرة عاجلة لتسهيل أستقلال الجنوب، درعا لمخاطر توسع دائرة الصراع وكارثيتها المحدقة. الولاياتالمتحدة، اتخذت من الحوثي عفاش ذريعة للسيطرة على كل المحافظات في اليمن عدا مآرب وجزء من الجوف، تحت مبررات تصفية القاعدة وأخواتها باقل الخساير، وهي ذريعة التحضير لأجراء تنفيذ مخططهم الجيوسياسي الجديد المرتكز على الثروة ومواقع النفوذ الجيوأستراتيجي العسكري والأقتصادي، لحماية مصالحها، وتحقيق الأمن القومي لربيبتها في المنطقة، ولخصوصياتها وحساسية الجنوب لم يصل آلية المد الحوثي بفعل مقاومات عسكرية لمهزومي صنعاء 21 سبتمبر 2014 والقبائل، ودخول المشهد الأمني العسكري سياسيا باب الطائفية كصراع دموي بين شيعة وسنة، هذا من جانب، ومن جانب الحوثي وحلفائهم حروب داعش والقاعدة وأخواتها، تغطية لمشروعهم المخفي أقليميا والظاهر محليا، مع الأشارة الى أن الجنوب اليوم يختلف عن الجنوب عامر1994 من حيث أن الجنوبيين مقتنعين هذة الأيام بالموت عن عقيدة الوطن المسكون في وجدانهم، من الصعب على أية قوى يمنية على الأستهانة بها، وسيكون الدرس أبلغ عن سابق عهدة. خامسا وأخيرا: غياب دولة الجنوب وكل مؤسساتها والفساد بكل أشكآلة على فئات واسعة جنوبيا، خلق من المصالح بالمحتل، مايصعب التنازل عنها، من ذوي الشأن الجنوبي المشار اليهم سلفا، مِمَّا يضيف أعباء اخرى امام الاستقلال. هل يمكن أستيعاب كل هذة الملاحظات من قبل القوى الوطنية الحقيقة؟، أمر متروك لهم، لما من شانة أعادة الاعتبارللشخصية السياسية الجنوبية بتصدرها المشهد عن جدارة، لنا عشم كبير، ولازال يحبو في ضميرنا ووجداننا حلم، نريد تحقيقة على ارض الدولة في الجنوب، لينعم الشعب بكل خير، والله من وراء القصد.