يسألني أحدهم: يا صلاح أيش تصلح السعودية؟؟ - يا صديقي، حتى هي ليس لديها أجابة عن هذا السؤال. فهي منذ شهور تخبط خبط عشواء بكل الأتجاهات.( فهل سمعت عن قصة الزوج المنفوخ الذي ظل ينفش ريشه بغرور وخيلاء أمام زوجته بمناسبة ودون مناسبة، ممسكا بيده قطعة خشب عريضة(صميل) طول النهار، ويضعه كل ليلة تحت رأسه متوعداً به جاره الذي يعتقد انه السارق الذي يسرق منزله بين الحين والآخر ويسبب له الأذية والخوف. وذات منتصف ليلة مظلمة وهما - اي الرجل وزوجته- يغطان بأعمق نوم، فقد حدث بالمنزل أمرا جلل، جلبة قوية تدوي بأرجاء المنزل مصدرها سطح المنزل. إذاً هو السارق بشحمه ولحمه وقد وقع بشر أعماله. هكذا قالت الزوجة وهي تهرع لإيقاظ زوجها الشجاع الهام: انهض يا رجل فاللص يتسلل خلسة الى البيت من الأعلى. قام الرجل مذعورا وهو يخبط خبط عشواء يمنة ويسرة، يستبد به الخوف ويتملكه الهلع، ليقول بأعلى صوت: اين الصميل يا حرمة؟ -الصميل تحت المخدة. - أين المخدة؟ - المخدة تحت رأسك. -أين هو رأسي؟ -الله يفضحك، ضيعت رأسك؟. على كل حال نام نام، فكلما بالأمر أن عاصفة ريح قوية كانت سبب وقوع ما بسطح المنزل من صفحيح ومتعلقات أخرى). باختصار ياصديقي، السعودية بالآونة الأخيرة باتت تتصرف كحاطب ليل شمالا وجنوبا، وتخبط خبط عشواء دون تميز ولا دراية لها بما تفعله، ولا بما سيفعله بها حلفاؤها قبل خصومها، والاضطراب المشوب بالخوف من الحاضر والمجهول يحيق بها من الجهات الأربع.!