في مثل هذا اليوم من كل عام نكتب عن يوم يبكي عليه المسرحيون في عدن على إطلالة المسرح . وكعادتي عدت للكتابة بعد أن تخلت الأقلام عن تناول المناسبة بسبب الملل وقلة الرجاء وبعين فاحصة رحت أترقب ردود فعل المسرحيين عن تلك المناسبة فإذا بي أجد بعض المسرحيين بالكاد يتذكرون هذا اليوم والبعض الأخر مشغول يبحث عن راتبه الذي تأخر عن موعده بسبب الأختلالات المالية في الإدارة المالية لمكتب ثقافة عدن وفريق أخر مشتت الذهن لايستطيع أن يتذكر تاريخ الفعل المسرحي في عدن ، بينما أخذت بعض الأقلام تتحدث عن مجلس عزاء للمسرح معزيه ذلك إلى انشغال الأخ / وزير الثقافة لسفرياته الدائمة . ليست وحدها السياسة التي التهمت المسرح بل الثقافة كمؤسسة أهملت العمل الثقافي الجاد ، الأمر الذي تجاهلها المجتمع في منعطفاتة المصيرية بما في ذلك مؤتمر " الحوار الوطني" الذي لم يعر أثر الثقافة على السلوك العام بل أختزل بعض الكتاب دور الثقافة بالرقص والغناء والتطبيل ، وعبر التواصل الاجتماعي وجدت البعض يتهمون الفنانين أنفسهم وأنهم أساس التقصير في مجالات الإبداع كافة . ومع هذا لايجب أن تمر ذكرى المسرح دون تحسس مكامن الألم فمسرح عدن ولد في 1904م وهو أحد أوجه تاريخها المعاصر ، وها نحن نتذكر ونستجر الذكريات متسائلين إلى متى ستبقى عدن بلا خشبة مسرح !!؟