الكثيرون يتكلمون عن فنون التعامل مع الناس وهذا فن لا يجيده إلا القليلون وإذا نظرنا إلى الرافد الحقيقي لهذا الفن لوجدنا الأخلاق هي منبع هذا الفن وأصله الأصيل . من صفحة الفيس بوك للدكتورة أنهار فيصل قائد في تاريخ 17 /9/ 2019 م وتحت عنوان ( ما أحسنك يا الحسني ) . لن أقل لكم كان يا ما كان في قديم الزمان ولا قصص ألف ليلة وليلة كما يقص القاصون ويروي الرواة ولكن هذه قصة حصلت للدكتورة أنهار حقيقةً حين خرجت من منزلها الكائن في حي التواهي بمحافظة عدن وهي ذاهبة إلى مقر عملها مع شروق الشمس ونورها الدافئ وفي زحمة وضجيج السيارات وأثناء فتح الباعة لمحلاتهم وذهاب التلاميذ إلى مدارسهم رأت الدكتورة موقف عجب العجاب لم تره عيناها منذ الصغر ، رأت سائق باص صغير وقديم من طراز دباب سوزكي حيث كان هذا الباص يمثل مصدر رزقه هو وأولاده فيقوم قبل أن يذهب إلى مصدر رزقه وعيشه في صبيحة كل يوم بنقل التلاميذ إلى مدارسهم مجاناً وبدون أي مقابل ثم العودة إلى منازلهم . وفي أثناء السير والباص مكتظ بالأطفال يطلب منه أحد التلاميذ أريد بعض الآيسكريم ، فيحضره سائق الباص بنفسه خوفاً من حوادث السير فإذا بتلميذ آخر ينادي من المقعد الخلفي وأنا أريد قلم رصاص لان أمي نسيت أن تشتري لي قلماً فيحضر القلم ويقول له تفضل وبكل لطف ، ويقول التلميذ الثالث وأنا أريد فصفص بيمبو مصري أو حضرمي فيقول تفضل وهو مبتسم ليس ابتسامة عادية ولكن ابتسامة في وجه الطفولة ، الوجه الحسن الذي سوف يمثل المجتمع القادم . أي أخلاق عند هذا الرجل المدعو الحسني هل لديه فنون التعامل مع الخلق وخصوصاً الأطفال منهم . فالأخلاق هي التخصص الوحيد التي ليس لها حدود ، قد ينجح فيها عامل النظافة وسائقي السيارات ويرسب فيها طبقات المتعلمين والمثقفين وأصحاب المناصب العلياء والضباط وغيرهم . اقتربت الدكتورة أنهار فيصل قائد من سائق السيارة قليلاً فقليلاً وعليها ملامح الخجل والتعجب وقالت له هل من الممكن أن التقط لك صورة وانشرها في موقعي عبر الفيس ، فرد عليها بكل سرور وابتسامة وقال لها نعم وأسمي عبدالقادر أحمد عبدالله العياشي الحسني من أبناء محافظة أبين م/ مودية قرية أورمة عزلة ساكن البئر كان عبدالقادر يظن بانها قصة كاميرا عادية ولم يعتقد بانها كاميرا لها ما لها من المواقف والأحداث . وان تعجب فعجبٌ لهذه القصة التي وصلت إلى التحالف العربي في عدن عبر وسائل التواصل الإجتماعي فقاموا باستدعاء ما يسمى الحسني وأعطوه سيارة هيلوكس أخر موديل وعشرة آلاف ريال سعودي واتصل عليه أيضاً صاحب ورشة سمكرة وقال له أحضر سيارتك القديمة وسوف نسمكرها لك ونجددها ونعيد صيانتها من جديد مكافأة لك على ذلك العمل النبيل . عبدالقادر لازال إلى يومنا هذا ينقل التلاميذ يومياً . لذلك نقول وبكل صراحة انه في زمننا هذا إذا طلب من أحدنا أن ينقل التلاميذ ذهاباً واياباً براتب زهيد ما قبلنا هذا . فكم أنت رائع أيها الإنسان حين تكون خلوقاً ومحبوباً بين الناس وكم أنت عظيم حين تتجاهل الأمور السيئة وترمي صفحات أحزانك خلف ظهرك وتخفف من أحزان غيرك وجميل جداً عندما تبتسم مهما كانت الظروف المحاطة بك ، فإذا كنت كذلك ستجذب إليك قلوب الناس وستحسن أسلوب فن التعامل مع الخلق وان كانوا لا يعرفون عنك شيئاً .