العمالقة لا يخيفهم شيء، ولا يقف في طريقهم أحد، لأنهم كبار، وفي حضرتهم يتقزم المتطاولون، هذا هو محافظ محافظة أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم الذي تعرفه كل جبال أبين، وكل ذرة من ذرات رمالها، تعرفه بطحاؤها، وبحارها، وسماؤها، تعرفه تلك الوجوه السمر في محافظته، هذا هو النمر الأبيني الذي حقق أحلام أبناء محافظته في مشاريع كانت في حكم المستحيل بالنسبة لهم، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية. من زنجبار خرج اليوم محافظ محافظة أبين، ليفتتح كهرباء المنطقة الوسطى، الحلم الذي كان ينتظره المواطنون، فتحقق لهم مع محافظهم الهمام، فلم يستقر به سفره إلا داخل أسوار الكهرباء في مدينة لودر، ولم يطمئن إلا وهو يرى النور في كل مديريات المنطقة الوسطى. جمعتني بهذا الرجل الإنسان جلسة قبل مجيئه إلى لودر وتبين لي بأن هذا المحافظ لا يرى أحلامه في العشرة الميجا، ولكن الرجل في رأسه مواويل، وله أحلام، وطموحات، ومن كان له حلم، سعى لتحقيقه، وقد اختمرت الفكرة في رأسه، وإن اختمرت الفكرة في رأسه فلابد من تحقيقها، بمشيئة الله. محافظ محافظة أبين يحلم بمحطة جديدة للمنطقة الوسطى، كهرباء تلبي طموحات المواطن لعقود من الزمن، وله حلم يسعى لتحقيقه، ألا وهو مستشفى يماثل هيئة مستشفى الرازي، ليقوم بخدمة أبناء المنطقة الوسطى، وسيعمل على تحقيق ما يسعى إليه، لأنه رجل صادق، فيا ليت لي حق اتخاذ القرار، فإن كان لي من القرار شيء، لمنحته قراراً لقيادة المحافظة حتى ينجز كل طموحات أبناء أبين، فشكراً هادي على أن وهبتنا هذا المحافظ الجسور، المقدام، الصبور، الناجح، المتواضع، حبيب الطيبين من أبناء أبين. سار اليوم موكب النمر الأبيني لا يتقدمه شيء، فهو في طليعة الموكب، سار بموكبه ليسعد كل أبناء المنطقة الوسطى الذين فرحوا بتحقيق حلمهم في كهرباء تضيء لهم طوال اليوم، فلو كررنا عبارات المديح لكانت قاصرة عن الوفاء لهذا المحافظ الجوهرة الثمينة، فشكراً هادي على حسن اختياركم، ولقد قالها فيصل غرامة عند زيارتنا له، وهو على فراش المرض، قالها بحسرة وألم، قال ساعدوا هذا الرجل، فوالله إنه صادق، وسيقدم لأبين مالم تتوقعوه. عزيزي القارئ ما بالك برجل لم يجعل له فسحة، ولم تكن له راحة، وقضى وقته بين رعيته ألا يجدر به البقاء؟ ألا يستحق الأبينيون أن يبقى بينهم هذا النمر الأبيني؟ وأني بفخامة الأخ الرئيس يقول لهم: لبيكم أيها الأبينيون، فطلبكم مجاب، وسنقدم كل الدعم لهذا الرجل المكافح، ليحقق ما بدأه، وما يحلم به الأبينيون.