توقفت باعتزاز أمام (كليمات، عميقة المعنى، بالغة الدلالة) وردت في تصريح للقائد الجنوبي الفذ عبد الرحمن علي الجفري عن لقاء الجمعة 29/3/2013م الذي جمعه بالمبعوث الدولي جمال بن عمر مع عدد من القيادات الجنوبية في مدينة دبي.
يقول الأستاذ عبد الرحمن (وسنحرص على بذل قصارى جهدنا لإقناع كل حريص وراغب في توحيد جهود تلك القوى، الجنوبية، أو تنسيق جهودها ..وسنقصد الجميع وسنوطي رقابنا لكل جنوبي مؤمن بالقضية الجنوبية ومتبني لخيارات شعب الجنوب وليس في ذلك تذلل بل عز ورفعة لآن عزنا جميعا وما يرفع رؤوسنا هو من عز شعبنا ورفعته).
لا أظن أن هناك من يخالفني الرأي في أن الحل السحري لمعاناة الجنوب يكمن في هذه الوصفة التي يتحفنا بها الأستاذ، فليس هناك أسوأ على الأمم والشعوب من الإقصاء مع ما يجره من حروب وويلات يمثل الجنوب مثالا ساطعا لها، وليس هناك من تفكير كارثي كتفكير البعض في أن التنازل لأبنائنا التي تسيل دمائهم في شوارع وساحات الجنوب والتذلل لبعضنا صيانة لتلك الدماء يعتبر نقيصة، وكم من جرائم وصفقات وتكسب جرى على حساب تلك الدماء الطاهرة تحت شعارات النضال.
لم يكن قولا كهذا مفاجئا لي ولا أظنه كان مفاجئا لكثر غيري ممن يعرفون مدرسة الرابطة التي تعرضت لأسوأ تشويه لتاريخها منذ رفضت صفقة استلام الاستقلال من بريطانيا منفردة إلى تخوينها حين قالت (بالجنوب العربي) وصولا إلى وقوف قادتها في 1994م مع الجنوب حين قبلوا اقتسام الموت مع أبناء الجنوب بالدخول في حكومة وحده وطنية جنوبية في مدينة محاصرة وهي عدن العز والمجد والبطولة والنور والتنوير.
سلمت أيها الحبيب أبا علي فهكذا عرفناك سياسيا زاهدا يبحث عن الحق قبل السلطة ويصون مصالح الآخرين قبل صيانته لمصالحه، وليس ذلك بغريب فما أنت إلا واحدا من العناوين الكبيرة في مدرسة الرابطة التي تكاد تخلو من السؤ والزيف والخداع مهما ارجف المرجفون وتصابى صبيان السياسة.
لا نذيع سرا إذا قلنا أن من حق الجوار والعالم أن يطمئن على مصالحه في الجنوب مثلما من حقنا أن نحرص على مصالح بلادنا، ولا نعتقد أن القادة الجنوبيين استطاعوا أن يوصلوا رسائل مطمئنة إلى العالم بأن الجنوب سيذهب شركاء عقلاء يؤسسون لجنوب جديد يستوعب متغيرات العصر ويرفض الوصاية ويمارس الديمقراطية (اللا مركزية) ونعتقد أن الاهتمام الدولي بمعالجة مشاكل اليمن يشكل أرضية مناسبة لتصحيح ما علق في أذهان العالم من قراءة خاطئة، أو أخطاء لم نستطع التحرر منها.
لقد أسمعت، يا سيدي، ونرجو أن يسمعك سكان فنادق الخمس نجوم، ويشعروا بمعاناة أهلنا في الوطن الذي نسوه، كما سمعك مفترشو الأرض وملتحفو السماء من بنات وأبناء الجنوب الذين يعلمونا كل يوم درسا جديدا في معنى الإيثار والفداء.