نقل فؤادك حيث شئت من الهوى**ما الحب إلا للحبيب الأولِ كم منزل في الأرض يألفه الفتى**و حنينه أبدا لأول منزلِ محبوبتي عدن... ذكرها يحلو في فمي و حبها يجري في دمي: هي بين الشغاف و القلب تجري**مثل جري الدموع من أجفاني و تحل الضمير جوف فؤادي**كحلول الأرواح في الأبدانِ محبوبتي عدن... جمالها في كل حال يبهرني و وصفها بأي لسان يطربني: أحبكم حبا على الله أجره**تضمنه الأحشاء و اللحم و الدمُ محبوبتي عدن... أغيب عنها فيغيب عني الرقاد لا أكحل العين برؤيتها فتكتحل السهاد: إذا غاب عني لم أجد طعم لذة**لأن فؤادي شطره متباعدُ محبوبتي عدن... كم يختلج الفؤاد شوقا لعبيرها و يتلجلج اللسان تقصيرا في التعبير عنها: و إن يقصِّر كان تقصيره**بالود محمولا على نيته محبوبتي عدن... تسكن في حنايا الصدر و يعجز عن و صف حبها ألف سطر: قعد العجز بي عن الركب سيرا**و الهوى مصعد مع الركب يسري و إليكِ أزف ألف سلام**مستطاب في طيه ألف شكرِ محبوبتي عدن... لا أدري أتكتبني أم أكتبها؟! أتسكنني أم أسكنها؟! أم شيء من هذا و ذاك؟! أم اختلطنا فصرنا كما قال أحدهم: أيها السائل عن قصتنا**أنا من أهوى و من أهوى أنا من رآنا لم يفرق بيننا**نحن روحان حللنا بدنا محبوبتي عدن... لا أرضى عنها بديلا و لا أبتغي تحويلا: و كم من بديل قد وجدنا و طرفة**فتأبى عليَّ النفس تلك الطرائفا محبوبتي عدن... أحبها في غناها و فقرها في بردها و حرها في سلمها و حربها في انتصارها و انكسارها في تمددها و انحسارها أحبها على كل حال و لا أسمع فيها عذل العذال: و سعى إليِّ بعيب عدنَعواصمٌ**جعل الإله خدودهن نعالها محبوبتي عدن... تمرغت في ترابها صغيرا و ذدت و سأذود عنه كبيرا و سأبقى لحبها أسيرا: و للأوطان في دَمِ كل حُرٍّ**يد سلفت و دين مستحقٌّ محبوبتي عدن... أستكثر قليلها و أستقل كثير غيرها و هل ترجون من محب مدنف عدلا و لو أكثرتم لوما و عذلا؟! إن ما قلَّ منك يكثر عندي**و كثير من الحبيب القليلُ و قديما قال المتنبي: إن القليل من الحبيب كثيرُ! محبوبتي عدن... آه يا مدينة تسكن الفؤاد و الحب لها يزداد و إن قل المال و الزاد! و إذا كنا(نحب صنعاء و لكن)فإني أحبك بلا قيود و لا حدود و لا سدود و لا صدود. محبوبتي عدن... حار فيك الجنان و تلعثم اللسان و تعثر البنان فعجز سطري عن ترجمة خلجات صدري و لعلي معذور و يكفي أن قلبي بحبك ممهور و إن قصرت السطور. محبوتي عدن... أحبك أصنافا من الحب لم أجد**لها مثلا في سائر الناس يوصفُ.