قبل هذه الحرب اللعينة، كان تسجيل اغنية عملا شاقا وفيه مهانة، خصوصا إذا اراد الفنان تسجيل اغنيته بسرعة، فعليه السفر لصنعاء لإجازة النص والحصول على الميزانية لتسجيلها مع الفرقة في تلفزيون عدن، وكانت المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون بصنعاء تصرف ميزانية قليلة لكل اغنية، ومعظم ما توافق على تسجيله اغان شعبية نصوصها ضعيفة والحانها ذات طابع شعبي اقل من المستوى، وبعد تسجيلها وعرضها مرتين او ثلاثة مرات تركن في المكتبة. وكان من حق المؤسسة عدم اجازة ما تشاء من النصوص، لأسباب سياسية، ولإحباط فناني الجنوب، وخير مثل نص (يا عدنية) كانت ستغنيه الفنانة الكبيرة صباح منصر من الحان الفنان الكبير نجيب سعيد ثابت. ويوجد في عدن اليوم، استيودهات خاصة لتسجيل الاعمال الفنية، مع استمرار توقف تلفزيون عدن، وعدم رغبة القنوات التلفزيونية الخاصة في تسجيل الاغاني وتحديدا لمطربي الجنوب من الشبان تشجيعا لهم ولتنشيط الحركة الفنية هروبا من تكاليف التسجيل، وهذا موقف غير اخلاقي فنيا. لذلك يلجأ معظم مطربينا والشبان منهم تحديدا اليها مضطرين، بهدف الانتشار والتواصل مع الجمهور (ادفع وسجل ما تشاء.. فالأغنية سلعة). وقد انتهى مؤخرا الفنان الجميل صاحب الصوت العذب والشخصية الفنية المميزة من تسجيل باكورة اعماله الفنية وهي اغنية عن عدن بعنوان( عدن عدن) قام بتسجيلها باستيديو (سمارت) ، ذات ايقاع سريع وكلام جميل، وازنت بين جمال عدن وحب الشباب للإيقاع الخفيف والجمل اللحنية القصيرة، وكان صوت عاصم اليافعي فيها ممتلئ بالحيوية وحلاوة الاداء ويبدو فيه انسجام كبير مع اللحن ولمسة فرح مادام يغني عن المدينة التي يعشقها فهو مولود في عدن، لذلك وجبت الاشادة به لاختياره اغنية عن معشوقته عدن لتكون باكورة اعماله الفنية، وقد لقيت هذ الاغنية نجاحا طيبا لمجرد ان بثها الفنان الشاب عاصم اليافعي عبر قنوات التواصل الاجتماعي، وسوف يعمل عاصم على تحويل الاغنية الى فيديو كليب، ولذلك جمع عدة مناظر طبيعية جميلة من عدن لبثها كخلفية للأغنية. تمنياتنا للفنان الجميل عاصم اليافعي بالنجاح، لنجده مستقبلا واحدا من المطربين الكبار، خصوصا وان موهبته تنبئ بذلك ونشاطه الفني وحبه للجمهور وثقته بموهبته تؤكد هذا المستقبل الواحد. انتاج التسجيل الصوتي للأغنية لشاعر وملحن الاغنية للفنان ميثاق بيروت، توزيع موسيقي للفنان وضاح دعبش، فلهما الشكر والتقدير.