من منتصف الثمانينات وهو العصر الذهبي من حكم الرئيس علي ناصر محمد ..كنت احد ساكني منطقة بئر الشيخ ..وهي قريه ريفية رابضه بين الفيافي والقيعان ..تقع غرب دلتا ابين ..وتحيط بها مزارع الدوله ..من كل مكان ..مزرعة لينين ومزرعة اكتوبر… ومزارع كثيرة نسيت اساميها… وتتكي ليلا على اشجار الموز فيكسبها روعه وكأنها من عباد البراهمة ..بئر الشيخ عشقتها ولي فيها من الذكريات الخوالد اجملها… ويامن هواه اعزه واذلني ..كيف السبيل إلى وصالك دلني ..رحلت منها عنوة ..بعد احداث يناير المشؤوم وكان آخر وداع لي منها حتى هذه اللحظة من كتابة هذا السطر وعلامة الاستفهام ! كنا في ظل علي ناصر زعيم الحزب والدوله ..نعيش في امان الله ..نرقص ونحتفل بااعياد ثورتي سبتمبر واكتوبر ..نتمتع بالرياضة… وسبعيات كرة القدم ..من ملعب الحبيشي ..وبدور السينما بشلن وعانتين ..وعلى هريكن وريجل وسينما بلقيس ..ومع الفيلم الهندي لعبة الاقدار وبطولة دار مندرا… وبيمان هي برا ..آجماتم برا… يامعشر السادة فبالله خبرو عني اننا كنا في عصر الرئيس الانسان علي ناصر محمد ...في امان الله حتى الارانب والطيور والحيوانات تأمنت في ظل حكم ناصر ... وكانت حياتي محطات متنقلا ..بين عدن وريف ابين… ومرورا بجول مدرم وبئر الشيخ… تذكرتها وقد مضى على فراقها مايقارب 30 سنه من فراقهم ..ولست ادري مالذي فعل الزمان بهم ..فلازالت لهم ذكرى… فما اجملها ومااصعب الوقوف عليها… مشيناها وياما مشينا وايدك بأيدي ..كانت خصاله تداعب خدودي… اجزع على خبت لسلوم والرميله والفيوش… وياحلال الرميله وخلي في الفيوش… رحلت ثم عدت الى قريتي ..وعود ليهم عود عد لتلك المراعي والجبال السود ..وافتكرت انني في مأمن من عاديت الازمان… وان محطتي الاخيرة مسقط الرأس ..وماتبقى من عمري ..ساقضيه معلما ومتنقلا بين مدارس الريف واحات البدو والرعيان… ومابرح بي الحال حتى كان مكتوب علي الرحيل مرة اخرى ..فرحلت الى مدينة مودية الطيبة… لقرض تعليم اولادي المصابين بالصمم والبكم… مهنة الخياطة وكان لي مااريد في ذلك ..فقد احتوتني مدينة مودية… مدينة الزعيم علي ناصر ..وفتحت لي ذراعيها… وذبت في مزيجها… واصبحت احد ابناءها .. لم يدم الحال بنا ..ودوام الحال من المحال ..فقد شهدت بلادي… خلال الخمس السنوات الفوارط عواصف مروعه ..حروب وكوارث جرائم واغتصابات تشيب لها رؤوس الولدان ..ولقد صرت في هذه الأيام .. احن الى تلك الايام الماضيه من حكم ناصر ..بلياليها الموحشه… وماظلمني وطني وماكنت يوما متبرما منه… ولكني ظلمت نفسي بفراقه ..وتسليمه للغاصب والتدخل الخارجي… فبذمتك يازمن اخبرهم كيف كنا… وقل للزمان ارجع يازمان… ! بقلم محمد صائل مقط