ما ان تحدث حادثة ويتم تناقلها بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، تتشابه التعليقات وردود الأفعال فتشعر في النهاية أن هناك شخصًا واحدًا تم تكراره بأكثر من صورة, حاول أن تتذكر قليلًا؛ كم موقف مرَّ وشعرت أن رد الفعل تحول إلى موضة الكل يتبناها ويؤيدها دون تحقيق أو تأكد من صحة الحادثة أو الخبر يمر قليل من الوقت لتختفي كل ردود الأفعال حتى يحين موعد ظهور حادث جديد. هذا ما يحدث طوال الوقت يتحول كل رواد التواصل الاجتماعي إلى نسخ مكررة من نفس الشخص، تحولهم القضية أو الحادثة إلى وجوه مكررة كل منهم يرى في نفسه التفرد والتميز, التعليقات الساخرة، الدعوات، حملات موجهة واستهداف ضد شخصية عامة أو مسئول كبير. بشكل أو بآخر نتحول بمرور الوقت إلى نفس الشخص في استقبال المعلومة والتعامل معها بل والشعور بها. والتفاعل معها, هدم اضرحة وسقوط تماثيل تتم لبناء أخرى. و ما يميز مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي هو ان القديم لم يعد له اي أهمية بالنسبة لهم، والجديد محل شكوك طوال الوقت، أمر جيد وواضح تمامًا لمفهوم الغباء ولكن في الواقع الصورة لا تنتهي إلى هذا الحد، فالهدم يأتي خطوة أولى لبناء مقدسات جديدة, ومشاهير جدد وتمجيد من نوع آخر يتحرك فيه الرواد كالقطيع للدفاع عن أفكارهم ورموزهم بشكل لا إرادي, العالم الافتراضي بديلًا عن العالم الواقعي شغلت التكنولوجيا الحديثة والإنترنت حياة الناس بشكل متفاقم بمرور الوقت، فتحولت التكنولوجيا بدلًا من وسيلة لمساعدة الناس في تسهيل حياتهم إلى الحياة ذاتها. الكل عاكف على مشاركة حياته من خلالها وتكوين التصورات والقرارات وفق الحياة عبر العالم الافتراضي، الصداقات وعلاقات الحب والزواج كلها تتم من خلال هذا العالم الافتراضي. فيتحول العالم الواقعي إلى مرحلة مؤقتة لا يهتم الفرد باكتشافها أو تحليلها وتعميق نظرته لها. ونجد ردود الأفعال التي تتسم بالبلاهة واللامبالاة والانعزال هي السمة الأبرز. القادة والزعماء لا يحبون الأذكياء لذلك تجد الحكومات ضالتها في خلق مجتمع متفاعل ومنهمر في عالمه الافتراضي إن خوف المستبد من نقمة رعيته أكثر من خوفهم بأسه، لأن خوفه ينشأ عن علمه بما يستحق منهم، وشعوره بعجز حقيقي اما خوف الرعية فهو ناشئ عن جهل نصبوه وصوروه وتعايشوا فيه وصدقوه كمثل ان تكذب كذبة وما ان يصدقها الاخرون تكون انت قد اقتنعت فيها وينشئ لديك شعور ويقين بحقيقتها في عالمك الافتراضي.