إيها التاريخ أني أتحدث معك حديثاً يحمل الألم العميق الشديد في صمتاً مخيف عجيب، أحكي إليك يا تاريخ فأنت الذي لا يرحم الفاسدين السارقين المارقين، أشهد عليهم وإن لم ترحمهم فهم من جعلوا الرضيع واليتيم والفقير يتذوقون الحرب البيولوجية بمرارة قاسية خالية من الرحمة والشفقة، أحكي يا تاريخ للأجيال القادمة بأن هناك قوما مثل الجراد يأكلون الأخضر واليابس دون مراعاة لغيرهم، يأكلون حقوق الشعب المكلوم المغلوب على أمره حتى أبسطها، دون يا تاريخ وأشهد على الراعي ومن تحت أقدامه بأنهم يعيشون في أروع البلدان يحملون معهم مئات الدولارات من المال العام تحت مسميات متعددة والبعض الأخر يزعزع السكينة ويأكل ويشرب وينام ويسافر بسلاسة تحت رعاية دول شيطانية عدوانية. أشهد يا تاريخ ودون في أكبر الصفحات أن هؤلاء من يسمون أنفسهم طبقات أرستقراطية يعبثون في الوطن فساداً وإجراماً لإشباع أطماعهم وهم يتغنون باسم الوطن وفي الأساس هم خارج هذا الوطن لا يمتلكون صفات الوطنية المجيدة، عقليات قبيحة وقلوب سخيفة جعلت مواطنيها مُشردين في الشوارع محرومين من أبسط حقوق الحياة والعيش الكريم لا سيما مع غياب العدالة والكرامة الإنسانية والحرية الاجتماعية، والبعض الأخر لا فرق بينها وبين شقيقهم العاجزة خارج الوطن، بل أنهم أخطرهم يمتلك عددِ من الحمير التي يمشون على درب العصى أي تحت توجيهات أفراد والأفراد تحت توجيهات دول شيطانية، ويمتلكون معهم أقلام رخيصة مأجورة مدفوعة الثمن تزين الباطل وتقبح الحق.
أكتب يا تاريخ بالحروف الذهبية على الجوار ذوي النفوس السخية والأكف الندية الذي يساعدوا على انهيار الوطن والمواطن، من جعلوا وطننا ميدانا لحربهم، وأجبروا الشعب على إن تكون أعمالهم الوهمية متنقلة بين أدغال القلوب وشتات العقول، ختاما نقول خذلوك يا وطني رجالكً المارقين بمساعي الشياطين.