الله يرحمه ويسكنه الجنة. الزميل الصديق العزيز د. احمد الكازمي. رجل عاش بقلبه وعقله للوطن الجنوب وصمد وتحمل قساوة الحياة. كانت حياته وصحته رقم 2 لوطنه. تحمل بين بطيني قلبه هموم الناس وعاش معهم في السراء والضراء شريفا. قدم الكثير جل ماخزنته قدراته العقلية والفكرية في مسار حياته وفئا وكتب في جدارية تاريخ الوطن كلمة حق بانتصاره سبيلا للتطور والتقدم، كان الكازمي احد رجالات المراحل شجاعا يواجه التحدي بالتحدي قابضا على قلبه ادراكه وفهمه بضرورة التضحية وكان فارسها. الكازمي رقما لايتكرر وصورة زمن جميل رغم إحداثه التراجيدية لايمكن استنساخه. عبر المضيق رغم المحن خرج من الضيق رغم تلاطم الامواج على سطح البحر واسراره الكامنة فيه دهورا ليخرج كم مرة الى شاطئ الحياة متعافيا رغم مواجهته الموت كثيرا وبقى صلبا يدافع عن حقوق الناس وتطلعاتهم ليدفع حياته ضريبة لحياة مجتمعه وهو ماتضمنه تقرير منظمة حقوق الأنسان التي اسسها مع ثلة من زملاءه ورفع التقرير بعد حرب اليمن الشرس على الجنوب واحتلاله في 7 يوليو 1994 وكان للكازمي حضورا قويا في التقرير مع زميل نضاله في المنظمة المناضل الجسور الأستاذ فضل علي عبدالله الذي كان له الفخر في مؤازرته والثبوت معه جدير بالأشارة الأستاذ فضل علي عبدالله كان اول سكرتير عام لأتحاد نقابات عمال الجمهورية بعد استقلال الجنوب. في قاهرة المعز كان لي الشرف في متابعة أخراج وتنفيذ وطباعة التقرير ورفعه الى المفوضية العليا لحقوق الأنسان مع العميد مهندس نجيب علي عبدالله. هذا التقرير وتقارير اخرى رفعت الى المنظمات الدولية والإقليمية والأنسانية احدثت زلزال كبير هز اركان نظام الأحتلال اليمني وزلزل فرائصه دفع الكازمي جراء ذلك ثمنا باهظا هي حياته. في ذكرى رحيلك لم نقل لك غير كلمة ضمير ووفاء هانحن اليوم على اعتاب ان نجني ثمرة جهودك وكل شرفاء الجنوب ايها الجنوبي الأصيل أبن الدرجاج الخصبة بتربتها ورجالها وشرف انتمائها الى الجسد الجنوبي الأصيل بهويته الممتدة في عمقنا من المهرة الى باب المندب الصبيحة. بعد 25 سنة من ذلك اليوم الأسود 7 يوليو 1994 وتبقى معنا طودا شامخا ومثالا للتضحية والوفاء نتذكر ونتعظ من نضالك وامثالك صور المجد المنشود.