إنطلاق ثورة الحراك السلمي الجنوبي لم تكن هكذا عبثا استهوتها مجموعة من الأشخاص ، وإنما لهدف شعبي جنوبي يرجون من ورائها تحقيق استحقاق سياسي جنوبي يتمثل في استعادة الدولة الجنوببة واعتراف دول الإقليم والعالم بها ، وللوصول لهذا الاستحقاف السياسي الجنوبي عظمت التضحيات البشرية والمادية ومازال الجنوب مستعدا لتقديم المزيد منها ، فهذا الأمر لارجعة عنه مهما كانت الصعاب والمعوقات والضغوطات ، لهذا من المعيب ومن قلة الإخلاق الاستهبال بهذه الثورة أو الانتقاص منها او احتقارها والتأمر عليها من أي كائن كان ، دول أو مكونات واحزاب سياسية أو منظمات حقوقية أو مجموعات بشرعية . أما الأعداء فهم الطرف الذي قامت الثورة ضده وهي في طريقها إلى هزيمتهم الهزيمة الأبدية أن شاء الله وما النصر إلا من عنده . قبل قيام عاصفة الحزم ضد الحوثيين بقيادة الشقيقة السعودية كانت جميع الوحدات العسكرية الشمالية ومعسكراتهم المتواجدة في الجنوب قد سقطت بيد الحوثيين ، المقاومة الجنوبية فقط هي الوحيدة التي ساندت طيران عاصفة الحزم ضد الحوثيين واستطاعوا أن يحققوا للتحالف نصر مؤز يفتخر به ، هذه المشاركة للمقاومة الجنوبية قد كانت لها أهداف بعيدة التي هي الحصول على الاستحقاق السياسي الجنوبي والاعتراف به ، وقد رأى الجنوبيين أنهم فعلا يتقدمون نحو الحصول على هذا الاستحقاف السياسي لثورتهم عندما رأوا ما للمقاومة الجنوبية من اهتمام يشكر عليه و دعم مادي وعسكري كبير من التحالف من قبل دولة الإمارات العربية المتحدة ، هذا الشعور للمقاومة الجنوبية دفعها أن تصدق القتال إلى جانب التحالف لتحرير مناطق شمالية من الحوثيين ، مثل هذه المقاومة لاتستطيع أي قوة على الأرض أن تكبت حلمها بداخلها أو أن تذلها . جنبا إلى جنب كان السير يسير بالتحالف والمقاومة الجنوبية نحو هزيمة الحوثيين ونحو الحصول على الاستحقاق السياسي الجنوبي غير أن الشرعية دخلت في الخط وهاهي تحاول أن تحيل دون تحقيق ذلك . رغم أن التوقيع على اتفاق الرياض لم ينص صراحة على إعطاء الثورة الجنوبية الحصول على استحقاقها السياسي ومع هذا وافق الانتقالي في التوقيع عليها لما رأى فيها من هزيمة الحوثيين وإعادة الشرعية إلى صنعاء ، فمن غير المعقول ومن غير الممكن بل ومحال تحقيق هذا أن يتحول اتفاق الرياض في نظر الشرعية ومن يتعاون معها إلى أداة لضياع وطمس الاستحقاق السياسي الجنوبي الذي يعني ضياعه ضياع تاريخ الثورة الجنوبية في كل مراحلها النضالية وتضحياتها وانتصاراتها ، على التحالف العربي أن يدرك أن الجنوبيين معهم نحو هزيمة الحوثيين لكنهم لن يصمتوا ولن يستسلموا لمن يحاول الإعتداء على الاستحقاق السياسي لثورتهم الجنوبية .