التاجر الإنسان بقدر مايبحث عن الربح والفائدة فإنه يبحث عن رضا الله والسمعة الحسنة مثل ذاك وأكثر، والرزاق الله والعوض عليه، وانتم تعلمون أن الجميع يمر بأزمة فوق الأزمات التي تعرفونها، -والأزمات اختبار للأخلاق والضمير ومعادن الرجال - ، فلا تجعلوا من الأزمات سبيلا لإستغلال حاجة الناس وهلعهم، وتعاملوا مع الناس بأخلاق التجارة في الإسلام وفي الحديث النبوي قال رسول الله : ( كان تاجر يداين الناس ، فإذا رأى معسرا قال لفتيانه : تجاوزوا عنه ، لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه ) رواه البخاري . وأنتم تعلمون خطورة الجشع والإحتكار واستغلال حاجة الخلق وإثم ذلك عند الله، والصادق من التجار هو الذي يتجاوز عن الناس أو يكتفي بالربح المعقول كما قال الله في قاعدة الربح التجاري ( بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ) سورة هود 86 . بمعنى : أن مايبقيه الله لكم من الربح المعقول خير لكم من الجشع والتطفيف واستغلال حاجة الناس، واكتفاؤكم بالربح المعقول دلالة على إيمانكم بالله وخوفكم منه، فتعاونوا مع الناس تكسبوا ودهم ودعاءهم، ورب دعوة لكم من مكروب أو محتاج يفرج الله لكم بها ويفتح لكم بها أبواب الرزق التي لاتحتسبوا، واجعلوا من الأزمات طريقكم نحو رضا الله والجنة، والله الهادي إلى سواء السبيل .. وفقكم الله وبارككم وفتح لكم خزائن رزقه وبركته . علي المحثوثي