نسبة إلى ما نشاهده، ونسمعه عن هذا القاتل الصامت (كورونا) وعن أفعاله التي قلبت حياة بلدان بعينها رأس على عقب، بالرغم من ماتمتلكه من إمكانيات مادية كبيرة، وبرامج صحية عالية الجودة، وفوق ما تبذله من طاقة وجهد سباقا مع الزمن لعلها تتلافى أكبر قدر من ضرره إلا انها ما زالت عاجزة عن درئ العديد من مخاطره. اما في ظل وضع البلدان التي تعاني من حروب، لو قدر الله وبسط الفيروس نفوذه على واحدة منها، فالوضع سيكون مختلف في الكثير من الأمور، ومن تلك لو اخذنها كمثال بلادنا، بما تشهده من نزاع مسلح يجري على طولها وعرضها، فقد يصعب التكهن بمدى نجاح لأي إجراءات تهدف للحد من أنتشار.الوباء وتجنيب السكان تبعاته، بل وقد تكون من المستحيل أن تنفع اي طريقة معينة معه في ظل وضع كهذا، وبسبب وجود ثغرات عديدة ستساعد الفيروس على ممارسة مهامه، ونشاطه وبكل أريحية. فالأول على سبيل ذلك. وكما تعودنا دائما، هوغياب التنسيق المشترك وتنازع القرار السيادي بين عدة لاعبين على الساحة اليمنية بما سينعكس بالتأكيد سلبا على الجانب الصحي برمته. والثاني وهو الأهم في ما لو تم توظيف الفيروس كلعبة قذرة من قبل طرف، محاولا أيقاع به خصمه من الطرف الآخر، والسعي لتحقيق عبره اي مكاسب تذكر له لتكون تلك عاملين من عوامل القوة والدعم للفيروس، سيعمل للنفاذ عبرها ومن ثم سيمنح كغيره من الأوبئة حق المواطنة الكاملة والمتساوية . ولنا تجارب مع أزمات من هذا القبيل كانت ولازالت، ومع مرور الوقت غدت بمفردها واحدة من مجمل قضايا الإنسان البسيط الغير قابلة للبحث والمراجعة من قبل أحد داخليا، ومنسية في ضمير العالم. لذلك، قد يكون كورونا في لو ما أصر على البلوغ والتفشي كغيره من الأوبئة السابقة ، ليتحول بذلك كارثة اخرى تضاف إلى ما في رصيدنا من كوارث قد أصابنا الضعف والوهن قبالها لنرجع نحاول التعايش معها.وحتى وجدنا اليوم أنفسنا نقابل مع العالم محنته بوجه مختلف عن ما يجب أن تقابل به، وتلك من مخرجات الحروب التي أضحينا بسببها لانستطيع الوقوف أمام ابسط الضربات الموجهة الينا، ونعيش ونحن راضين بقدرنا، مذعنين لمصير واحد أن لم نلقاه عن طريق كورونا مؤكد سنلقاه من غير كورونا.