أول ما يسأل الإنسان عن الإنسان يسأل عن دينه، وأخلاقه، وكرمه، ونسبه، فإن تحققت فيه هذه الصفات، فأنعم به، وأكرم، ومن بين عروق الألماس لا يخرج إلا الألماس الخالص، ومن بين العسل الصافي لا تجد إلا الحلاوة، والشفاء، ومن بين النسب الكريم لا يأتي إلا الكرام، ومن أصلاب الشجعان لا يأتي إلا الشجعان، والأسود لا تلد إلا الأشبال، فهذا هو حال أسرة آل عشال منذ أن لامست أرواحهم هذا العالم الفسيح، فهم كالغيث أينما حلوا نفعوا، وحينما وجدوا جادوا، فعند جلوسك مع أحدهم تشعر بالغبطة، والسعادة، ولا تجد كلفة بينك، وبين محدثك منهم، ربطتني بالكثير منهم علاقات إخوة وصداقة، فوجدتهم كالبلسم، فجودهم يطغى على كل جود، ومرحهم تستنشقه استنشاقاً، وتتغنى ببطولاتهم أهازيج فرح، فلله در هذه الأسرة الكريمة، والأصيلة. أسرة آل عشال لا تجد فيهم شخصاً إلا وهو عريق النسب، كريم الخؤولة، والعمومة، وأسرتهم أسرة إصلاح بين الناس، وأسرة كريمة يفيض كرمهم على من حولهم، ولا ينكر هذا إلا جاحد معلوم الجحود، وهذه الأسرة منذ عرفناها، وهي أسرة القيادات الشجاعة، أسرة لا تخشى في قول الحق لومة لائم، فمن انبرى منهم لمسؤولية من المسؤوليات رأيته كالأسد الكاسر، واسألوا عنهم جيش الجنوب، اسألوا عن حسين عثمان عشال، واسألوا عنهم مجلس النواب اليمني، فمن منا ينسى ذلكم الشاب الذي مُزِجَ بالأصالة، والشجاعة، والصدق، والطهر، فكان لسان حاله لسان حال المواطنين، ذلكم هو كلمة الحق في مجلس النواب إنه عبدالله سعيد عشال، وعلى منواله، وطريقته جاء علي حسين عشال الذي كان حراً في طرحه، ورأيه، فلم يكن نائباً لمديريته فحسب، ولكنه كان نائباً لها، ولغيرها، فلم يرد أحداً من على أبواب مجلس النواب إلا وقد أنصفه، وما دفعة الثمانية والعشرون التي تعينت في كلية التربية لودر إلا خير شاهد على كلامي. وينبري لنا الشهيد محمد حسين عشال عضو مجلس الشورى الذي يعد بحق وحقيق نصيراً للمرضى، والمعوزين، والفقراء، والمحتاجين، ولا تذهب قليلاً إلا ويقابلك الشهيد أبوبكر عشال رجل الإصلاح في المنطقة مع حكيمها الهيثمي عشال. ماذا سأذكر لكم من نماذج من هذه الأسرة الكريمة التي تتكرر، وتتجدد خصالها الكريمة في أحفادها؟ فلا نكاد نذكر من مناقب هذه الأسرة إلا وتتدافع علينا شخصيات كبيرة لأسرة عريقة لا ينتهي مجدها، وسخاؤها، ينبري لنا الأستاذ علي أبوبكر عشال رجل حمل بين جنبيه كرم الآباء، وشجاعتهم، وحلمهم، وصبرهم، وحكمتهم في الإصلاح بين الناس، فمن منا لم يسمع بالأستاذ علي أبوبكر عشال سليل هذه الأسرة الكريمة، فهو كما يقولون يوزن بالذهب، رجل بسيط، ومتواضع، وتخجل من حديثه الذي يدل على نبل كرمه، ومعدنه الأصيل، شاب يتوقد حيوية، فلا تجده إلا متجاوباً مع كل من طرق مكتبه، فهو يعمل في جميع الأوقات، وتحت كل الظروف، فأنعم به من شاب، وأنعم به من مسؤول، فلا يصاغ من الذهب إلا الذهب، ومعدن الأستاذ علي أبوبكر عشال الذهب الخالص، والصافي، والنقي، فتحية لأسرة آل عشال عامة، وللأستاذ علي أبوبكر خاصة.