أعزائي : تردد مصطلح العالقون بجائحة وباء كارونا ، واصبح فيه قيل وقال ، بيدا أنه فيما يبدو لي لاينطبق هذا المصطلح في الغالب علئ من هم في أرض النيلين ( السودان) ، وذلك أن غالبيتهم من الطلاب الدارسين الذين في معظمهم ممن تنفق عليه الدولة بنظام الابتعاث ، وبعضاً منهم عبر مؤسسات أو نفقات خاصة ، وهم بهذا مقيمون لأجل رسالة عظيمة عالية الشأن وهي تلقي العلم لإفادة وطنهم مستقبلاً ، فعليهم البقاء كعادتهم ودراستهم ، إلا من كان منهم قد انتهئ واستخرج رخصة سفره وجاءت هذه العارضة وجعلته عالقاً ، أما الاذرحام علئ السفارات ومناشدة الحكومة والأمم وخلق عجز في هذا الظرف الذي يمر به العالم عامة وما يمر به اليمن الحبيب المكلوم من جهات كثيرة . عزيزي الطالب : كن قد المسؤولية التي أوكلت لك كمبتعث من دولتك فهي تحتاجك في مجالك كادراً ، وإياك والتذمر والويلات ، ولو قلنا أنك عالق لصار كل مغترب يمني بهذا الوصف ، وعلئ الحكومة إجلائه لوطنه ..!!! فأرى أن مصطلح العالق ينطبق على من سافر لأجل العلاج ومن انتهئ سفره هنالك وجاء هذه الجائحة وأعاقت عودته . عزيزي الطالب : لاتنسئ أنك السبب في ارتفاع سعر تذكرة العودة لأرض الوطن لشركات الطيران حتئ وصلت إلئ(500$) عند بعضها ، وعنداخرئ أقل منها بفا ق بسيط كل ذلك بسبب هرعك وخوفك وازدحامك للحصول علئ حجز تذكرة مما جعلك تضر من حيث لاتشعر بغيرك ممن لايستطيع مواكبة هذا الجشع من تلك الشركات الناقلة !!! عزيزي الطالب : إن الرصانة والتروي والحلم والصبر خصال يجب أن يتحلئ بها طالب العلم في طلبه وسفره للتلقي، وأن الجنوح للشائعات وأنواع من الذرع والرعب والإرجاف مما يثير التذمر والتململ صفات مذمومة وهي في طالب العلم أكثر ذماً !! عزيزي الطالب : إنه من الحكمة وسداد الرأي ، بل من الفقه في الدين - وانت ذا عمل - أن تبقئ بالمكان الذي أنت به تعاملاً مع هذه الجائحة فلا تكن ناقل ولامنقول لهذه العارضة والظاهرة ، وكما هو معلوم أنه اذا وقع وباء معدي ( طاعون أو غيره) بأرض فلا يخرج منها من فيها ، ولا يدخلها من ليس فيها صيانة للانسانية جمعاء من العدوئ ، وهذه وصية نبوية فلم أنت عاجز هكذا ومضطرب لهذه الدرجة التي فاقت أخبارها المعمورة !! عزيزي : الزم مكانك وطالب بمستحقاتك من الجهة المسؤولة عنك ، وهذا حق لك مشروع ،واستمر في تلقي العلم ، ولاتفتح جبهة جديدة علئ حكومة بلدك التي تعاني من الأزمات التي يمر بها الوطن ما لايخفئ على أحد ...!! وأخيراً لا أحرمك عزيزي من أهلك ووطنك بقدر ما أطلب منك التريث والتمهل والتعقل إلى زوال هذا الغم وهذا الكرب ، وانظر فلست وحدك الذي يبحث عن النجاة فقط فتحصن والتزم الإرشادات الطبية والحكومية بالأرض التي أنت بها والمواعظ والوقاية خير من العلاج .