خمسة أشهر على التوقيع على اتفاقية الرياض التي تمت برعاية كريمة من المملكة العربية السعودية بهدف رأب الصدع ووقف الإقتتال بين مكونات الشرعية وبالتحديد بين المجلس الإنتقالي الجنوبي و الحكومة.. تمكن دولة رئيس الوزراء الدكتور/ معين عبدالملك فور عودته إلى العاصمة المؤقتة عدن من تحقيق الكثير في بعض بنود الإتفاق وكان أبرزها إعادة تفعيل عمل وسلطة مؤسسات الدولة وإعادة تنظيم قوات الدفاع والداخلية ولو أن الجزء الأخير لم يحدث فيه تقدم كلي إلا أن عجلة تنفيذ الإتفاق كانت تتم بشكلها البطئ وكان ذلك هو التحدي الأكبر في تنفيذ الإتفاق.. يخرج المجلس الإنتقالي تارة ليتهم الحكومة الشرعية في عرقلة تنفيذ الإتفاق وتخرج الحكومة الشرعية تارة تتهم المجلس الانتقالي الجنوبي في عرقلة التنفيذ لكن وجود الكثير من المعوقات والصعوبات يجب أن تنكشف للرأي العام لمعرفة ما يدور خلف الكواليس.. فساد بعض المؤسسات الحكومية وإزاحة الفاسدين خاصة ممن ثبت تورطه بصفقات فساد ربما سيعجل في المضي بتنفيذ الإتفاق وفي كل حال فإن قائمة الفاسدين يجب أن يتم الإعلان عنها و يقف الجميع صفاً واحداً من أجل محاسبتهم و معاقبتهم وإحالتهم القضاء فضلاً عن إزاحتهم.. لا بد أن يقف الجميع مع من يطالب بمحاسبة الفاسدين وهذا مطلب كل يمني ناهيك عن من يرفضون فساد أولئك العابثن .. غياب الرقابة والمحاسبة و تحويل بعض مؤسسات الدولة إلى مؤسسات وشركات خاصة عائلية والسكوت عن ذلك سبب رئيسي في عرقلة تنفيذ الإتفاق والذي نصت إحدى بنوده على تفعيل جهاز الرقابة والمحاسبة فكيف يمكن أن نبني ثقة بين الأطراف و بعض أجهزة الدولة تغوص في الفساد ونهب المال العام والتلاعب بإيرادات الدولة دون حسيب أو رقيب .. يجب أن يتوقف العبث في استغلال الوظيفة العامة و نهب إيرادات الدولة تحت أي مسمى و ينبغي أن تقاضي الدولة كل من ثبتت عليه قضايا الفساد وخاصة الفساد المالي و تحويل مؤسسة الدولة إلى شركة خاصة وكذلك من يرفض قرارات الدولة و لم يفعلوا الإدارات ومؤسسات الدولة المختلفة..السكوت عن حالة الفوضى التي تعيشها بعض المؤسسات الحكومية وعدم التعامل بجدية أمام عبث المستغلين للوظيفة العامة فاقم من صعوبة تنفيذ إتفاق الرياض و قوض عملية بناء الثقة بين الحكومة والمجلس الإنتقالي..وأنا على ثقة بأن دولة رئيس الوزراء الدكتور معين عبدالملك الذي جاء من الوسط الثوري أنه لا يقبل بأي حال من الأحوال السكوت عن أي فاسد ثُبت إدانته بالوثائق والأدلة الدامغة ..