فيروس كورونا ارعب البشرية وازعج المجتمعات.. وانهارت بسببه التجارة العالمية.. واعلنت الكثير من الشركات إفلاسها..! اقتحم مكاتب الزعماء والقادة واجتاح دول العالم العظمى.. لم يستأذن احداً عند دخوله اليهم... اصاب اكابر القوم في الدول التي تدعي التقدم والتطور والحضارة في مختلف مناحي الحياة...! الكل وقف عاجزاً امام هذا الفيروس الذي لايرى بالعين المجردة...! رجل من البادية وتحديداً من محافظة ابين مديرية (جيشان) اسمه (عوض) سمع بهذا الفيروس كغيره من سكان هذه المعمورة ، فدب فيه الخوف والرعب من هذا الوباء الذي يفتك بالبشر والذي لم يكتشف له العلماء حتى الان علاجاً ناجعاً.. وسمع عن طرق الوقاية من هذا الوباء ومنها التزام الحجر المنزلي الذاتي مع اخذ الاحتياطات اللازمة وتوفير بعض الاحتياجات كالغذاء والشراب لاستهلاكها عند المكوث في المنازل فوجه هذه النصيحة الارشادية للاهل والاصحاب وباسلوب بدوي جميل.. تعالوا بنا نقرأ هذه الارشادات لرجل البادية (الحاج عوض) التي يقول فيها: (اسمعوا : توسلوا لكم يااهل السعودية(وهنا يخاطب المغتربين) من ذهبين طحين وذهب بر وذهب دقيق ولاشي صاع دخن (الذهب والصاع معايير لكيل الحبوب) شعوها طويلة وحبلها جار ) اما نصيحته التي وجهها لاهل البلاد والتي يحثهم فيها على التقشف والاقتصاد في هذا الظرف العصيب فتقول: (واهل البلاد لاتقرعوا لايتغدون ، وان تغدوا لايتعشون ، ومن خمسة على صحن خلوهم من عشرة... ومن عشره على جلبه خلوهم من عشرين، لازم من تقليص وتعديل..) ولم ينسى الحاج عوض ان يوجه النصح للمرأة في ظل جائحة هذا الفيروس فقال: (وامقهاوي حقت امنسوان ورفدتهن امنعوها ، وامطرشات دي ماشي لها سنع قابل باطن امنعوها ، كل واحد في بيته..) حتى الاغنام لم ينسى رجل البادية ان يلزم راعيها بترشيد الغذاء والعلف الذي يصرف لهن فقال: (وامبحرة لاعاد تعطوهن حب كلوه انتوا..) وختم ارشاداته الكورونية بالعبارة التالية: (كلام من واحد متحوش لاعاد خرج من امغرفة)...! ومع هذه النصائح والتوجيهات الارشادية التي وجهها رجل البادية(الجيشاني) إلا انه لم يخفي مايشعر به من خوف وغلق جراء هذا الفيروس المرعب فاباح بما تساوره من اوهام بسبب هذا التهويل والتضخيم الإعلامي الكوروني فقال: (امانه انه جانا امقران ، انا كل ماحسيت بي رقلة من جوع والا خطرة والا خشمي كلني قلت حصلت(الفولة) .. قرت حلوقنا توجعنا من اسبوع وتورم وعادي(قبل هذا الفيروس) والان من حس شي في حلقه بايدوخ وهو مابه شر، يالله خراجك شل منا هذا الوباء والا اغمتنا دفرة واحدة ولاهذا العجب..) انتهى كلام الحاج عوض. نسأل الله ان يحفظنا ويحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين من هذا الوباء انه سميع مجيب.