مر وبمرارة سبت 22 سبتمبر 2012م (الذكرى العاشرة لوفاة العزيز على قلوبنا علي أحمد عوض حقاني) ولم تنشر صحيفتان محليتان موضوعي عن ذكرى وفاة هذا الرجل، ولا غرابة لأننا في زمن الرويبضة. فقيدنا الغالي علي حقاني شخصية وطنية اجتماعية رياضية معروفة في أوساط المجتمع طولا وعرضا وعمقا، وهو من مواليد 20 يونيو 1946م في الشيخ عثمان (قسم سي) وهو القسم الذي احتضن الرئيس علي ناصر والقانوني البحريني أحمد عبدالله الحسني ومحمد أحمد النفور وصالح حسن تركي وإسكندر ثابت وسعيد سالم يافعي ومحمد سعد عبدالله وعوض عوض مبجر وإسماعيل سعيد نعمان والحاج جميع مبارك وعلي عوض واقص وأحمد مبارك قيراط ومحمود سعيد نعمان والأستاذ عبده نعمان والقائمة طويلة. تلقى فقيدنا الغالي علي حقاني تعليمه الابتدائي والمتوسط في مدرسة النهضة (الغربية) وتأهل لاحقا وهو في سلك الوظيفة الحكومية، وكان رحمة الله عليه من فرسان نادي الهلال الرياضي في الشيخ عثمان. وفي العام 1964م التحق بصفوف الجبهة القومية، وكان من الأعضاء الناشطين في إطار التنظيم قبل وبعد استقلال الجنوب، ولم يعرف عنه رحمه الله استغلاله لمركزه في تحقيق مآرب خاصة أو لإيذاء خلق الله، ودائما استغل مركزه لخدمة الناس، وفي اعتقادي أن ذلك كان يؤهله عند الرئيس الشهيد سالم ربيع علي الذي قربه، ورأينا سالمين في أوقات فراغه موجود في بيت الحقاني في قسم سي، ويخرجان معا في مهمة معينه لأن سالمين كان رجلا ميدانيا لا يسير بحراسة ولا يعرف الأطقم الخاصة. تبوأ علي حقاني عدة مناصب متوسطة وقيادية، منها رئاسة تحرير صحيفة (22 مايو) بعد الوحدة،ولم يكن الرجل يحب الأضواء، فقد عرقناه خلال مشواره الطويل حتى وفاته وهو يتردد على المنتديات وتجده صامتا مهذبا لأنه رحمه الله دفع الضريبة فادحة قبل الاستقلال وبعده، وقبل الوحدة وبعدها عندما تعرض للاعتقالات والتعسفات وسوء المعاملة حتى وفاته رحمه الله يوم 22 سبتمبر 2012م. ومن الحكايات الظريفة التي رواها لي صديق عمره الرجل الوفي اللواء علي عوض واقص أن الحقاني دخل يوما عليه في بيته وكانت والدة الواقص رحمها الله الحاجة محليه بنت عبدالله علي في استقباله، وكان لديها عدد من رؤوس الماشية تربيها، وصدر قرار تجميع المواشي في مناطق خاصة بدلا من انتشارها في الشوارع، وهنا استخدمت الوالدة محلية الطرفة وصرخت في وجه الحقاني يا علي أنا من الوضيع من بلاد الفضلي بلاد سالمين.. قل له الله المستعان يا سالمين! حبستوا امأنم (أي الغنم) وفكيتوا امنسوان!! (تقصد خروج المرأة وإحراق الشيادر)، وبالفعل حمل الحقاني الرسالة لسالمين الذي ضحك من مضمون الرسالة. أما الأخوان عوض ناصر محمد ومحمد هيثم القياديان في السوق المركزي لتسويق الخضار والفواكه، فقد سقطا على الأرض من شدة الضحك على رسالة الوالدة محلية. رحم الله سالمين الذي قضى نحبه في 26 يونيو 1978 ورحم الله الوالدة محلية بنت عبدالله علي التي انتقلت إلى جوار ربها في مارس 1994م ورحم الله عزيزنا علي حقاني الذي قضى نحبه في 22 سبتمبر 2002.