ولد فضيلة العلامة السيد عبدالله محفوظ الحداد في مدينة الديس الشرقية مديرية الشحر محافظة حضرموت سنة 1343ه- وتولى تربيته ورعايته جده السيد محمد إبراهيم الحداد وذلك نظراً لاغتراب والده وظل في كنف جده حتى بلغ الرابعة عشر من عمره بعدها انطلق إلى طلب العلم متدرجاً في الدرجات العلمية حتى نال شهادته العليا من جامعة الخرطوم (قسم الشريعة) عام 1959م ليعود بعدها إلى أرض الوطن وظل يدعو الناس إلى فعل الخير حتى وافته المنية وقضى نحبه في 25/أكتوبر/ 1996م. بيئته من المعروف أن الإنسان يتأثر بالبيئة التي نشأ فيها وبالأحداث الجارية حوله وبكل ما يتصل بالعصر الذي يعيش فيه كما أنه يؤثر فيها وقد عاش السيد عبدالله الحداد ثلاث مراحل في حياته: المرحلة الأولى مرحلة الدولة القعيطية التي تعاقبت على عرشها السلطان عمر بن عوض القعيطي عام (1340- 1354ه) الموافق (1922- 1935م) والسلطان صالح بن غالب (1935- 1956م) الذي دخلت حضرموت في عهده تحت التاج البريطاني بتوقيع معاهدة الاستشارة سنة (1937م) والذي وصلت في عهده إصلاحات كثيرة منها توطيد الأمن وبناء الجيش وتحسين الإدارة والاهتمام بالتعليم والصحة وإصلاح القضاء وتنظيم المحاكم. والسلطان عوض بن صاح (1956- 1966) والسلطان غالب بن عوض (1966- 1967م) 17 سبتمبر. المرحلة الثانية مرحلة الاستقلال وقيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وما احدثته من تغيير جذري في الحياة العامة 30 نوفمبر 1967- 22/مايو/1990م. المرحلة الثالثة مرحلة دولة الوحدة وما رافقها من تغير في حياة الشعب قاطبة والأحداث التي حدثت في الفترة الانتقالية إلى حرب صيف 1994م إلى حكومة ما بعد الحرب إلى وفاته في 25/أكتوبر/1996م. طلبه العلم طلب العلامة الحداد العلم أولاً في مسقط رأسه (الديس الشرقية) منذ نعومة أظفاره وتتلمذ على يد أساتذة أفاضل كالشيخ أحمد باصلعة قاضي الديس الشرقية آنذاك ثم انتقل إلى مدينة تريم حيث التحق برباط تريم واستمر يدرس في رباط تريم حتى وفاة جده بعدها إلى مسقط رأسه وتم تعيينه وصياً على أملاك جده وأولاده. بعد الحرب العالمية طلب للقضاء فالتحق برباط الغيل في دورة تأهيلية بدرجة قاضي شرعي بعد أكمال الدورة التأهيلية برباط الغيل ثم تعينه قاضي شرعي في عام 1946م وبعد مرور أكثر من عشر سنوات ابتعث إلى السودان لأكمال الدراسات العليا في القضاء وتخرج عام 1959م من جامعة الخرطوم قسم الشريعة. مؤلفاته: ألف العلامة الحداد عدداً من المؤلفات والرسائل النافعة والمفيدة ومنها: 1- كتاب السنة والبدعة. 2- رفع الستر عن أدلة القنوت في الفجر. 3- رسالة في بيع وشراء الذهب. 4- المقعد المنيف بمراجع الورد اللطيف في الحديث الشريف. 5- رسالة عن حكم الغناء في الإسلام. 6- رسالة في الحياء. 7- رسالة الإسلام والزكاة. 8- رسائل في وسائل الدعوة إلى الله. حياته العلمية والعملية عين قاضياً شرعياً بحضرموت عام (1946) وتنقل في محاكم حضرموت بين الديس الشرقية والمكلاوالشحر وبعد مرور عام على تخرجه من السودان عام 1960م عين رئيساً لمحكمة الاستئناف بالمكلا ثم تولى رئاسة مجلس القضاء بحضرموت عام 1965م. واستمر فيها حتى استقال من القضاء عام 1969م بسبب تغيير النظام الجديد لأحكام الشريعة واستبدالها بقوانين وضعية اشتهر في أثناء توليه القضاء بالنزاهة والعفة والعدل والحكمة ومما يدل على نزاهته في القضاء ترشح الشيخ عبدالله عوض بكير له وشهادته على نزاهة العلامة القاضي السيد الحداد. ذكرياته مع القضاء معروف أن السيد الحداد كان مشهوراً بنزاهته في القضاء ومن القصص التي كانت تشهد له بذلك أنه ذات يوم أراد السلطان عوض أن يتدخل في شؤون القضاء ولما علم بذلك السيد عبدالله الحداد هدد السلطان بالاستقالة بعدها لم يتدخل السلطان في أمور القضاء كذلك أنه ذات يوم زار المستشار البريطاني الديس الشرقية وكان يومها السيد عبدالله محفوظ الحداد قاضياً للديس الشرقي فلما علم بزيارة المستشار أمر الموظف الذي عنده بأن لايأتي بأي شيء من أعمال اليوم وحين دخل المستشار إلى مكتب السيد عبدالله الحداد سأله: اجئت مفتشاً أم زائراً فرد عليه المستشار: جئت زائراً. فرحب به وطلب له الشاي وله قصة في غاية الروعة أنه عندما أكمل دراسته في السودان وعاد إلى أرض الوطن مرت به الباخرة التي كان على متنها إلى مدينة جدة وعرض عليه أن يتولى القضاء وقدمت له إغراءات كثيرة ولكنه قال قوله المشهور (أهلتني حضرموت وسأعود قاضياً في حضرموت) فعاد إلى حضرموت وتولى القضاء فيها وضرب فيها أروع الأمثلة. والسيد عبدالله الحداد رحمه الله كان من الناس الذين يسعون لفعل الخيرات ومن أهم المشاريع التي سعي فيه السيد الحداد هو مشروع إقامة قرية البر الخيري وهو المشروع السكني الذي أعد لتسكين مجموعة من الأسر العربية التي نزحت من الصومال بسبب الحرب وبناء مسجد لتلك القرية وكذلك برنامج كافل اليتيم الذي كفل حوالي خمسمائة يتيم في حضرموت وغيرها. واستمر السيد العلامة في السعي لأعمال الخير حتى وافته المنية وقضى نحبه في مدينة المكلا وكان 25/10/1996م وتشييع جثمان السيد عبدالله الحداد لم يشهد له مثيل من قبل والسبب أن الرجل كان محبوباً من كل شرائح المجتمع غفر الله للعلامة السيد عبدالله محفوظ الحداد وأسكنه فسيح جناته. فهيم باخريبة [email protected] هذه المعلومات مأخوذة من كتيب للشيخ سالم عبدالله باقطيان أطال الله في عمره وهو كتيب سيرة خضراء.