تغيرات مذهلة ومتسارعة تحدث في العالم بسبب فيروس كورونا المستحدث الذي فتك بآلاف البشر، واصيب به أكثر من مليون إنسان. معظم بلدان العالم زارها هذا الفيروس، وإلى الآن لم تسجل بلادنا أي حالة إصابة بفضل الله تعالى. والآن أصبحنا لم نعد نخاف من خطر فيروس كورونا بدرجة كبيرة، مقارنة بخوفنا من أن نفتن في ديننا، هذا إن لم نكن قد فتنا أصلا. فتنة كبيرة أن تغلق أحب البلاد إلى الله والتي هي المساجد، وتبقى الأسوق والتي هي أبغض البلاد إلى الله مزدحمة مليئة بالبشر، في درس مخزي يعلمنا ويعلم أجيالانا بأن هذه المساجد هي منبع الأمراض والابتلاءات. استدل علماؤنا الأفاضل بدلالات وبراهين من القران الكريم والسنة النبوية، في ترخيص أن تغلق المساجد، ولا أقول بأن استدلالاتهم وفتواهم خاطئة، بل سأقول هي عين الصواب لو تأخرت وأعلنت كآخر احتراز لتفشي هذا الفيروس، بعد أن تصبح الطرقات خالية، والأسواق فارغة، ولكان حينها الأمر مستحسن من الجميع، ولدل على صدق الخوف على هذا الشعب الغالب على أمره من خطر هذا الفيروس. لا عجب! ربما اجتمع علماؤنا في بلاد غير بلادنا، وأصدروا الفتوى بطبيعة البلد التي يقيمون فيها، وليسوا بدراية تامة عن بلدنا الحبيب اليمن، وعلى طبيعة حياة الناس فيه. صعب جداً أن نرى الأسواق خالية، لأنها تأتي بعائدات يشبع بها اولئك المتربعون على الكراسي، وسهل جداً أن تغلق المساجد لأن عائداتها دائما أناس صالحين ينقادون لما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه، والسمع الطاعة. بما أن الوباء لم يصل إلى بلادنا، يجب أن تفتح المساجد، ويجب أن تحدث بعض الاحترازات الوقائية بداخلها، ولا تغلق إلا كآخر احتراز لتفشي الفيروس، فرواد المساجد هم أنفسهم رواد الأسواق والطراقات، فلا نغالط أنفسنا. ودمتم بخير