تمنيت لو ان الإنسانية عدوى تنتقل من شخص إلى آخر عندما قرأت خبر عن تكفل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية ب 60% من رواتب القطاع الخاص في أزمة كورونا ورصد لها 2.4مليار دولار وتأملت في هذه الأمنيات، لو انها عدوى يصاب بها الانسان مثل فيروس كورونا لكان اليمنيون "أصحاب القرار" أكثر انسانية ورحمة ورأفة على بعضهم البعض وعلى هذا الشعب الذي يئن ويبحث عن وطن سلب منه كل شيء حتى انسانية قادته حكام ومعارضة الذين معظمهم يتواجدون في مملكة الإنسانية. لكن للأسف لم تنتقل اليهم إنسانية الملك سلمان وإلا لحركت قلوبهم وحنوا على هذا الشعب المسكين وصرفوا رواتب الأشهر الثلاثة الماضية للعسكر ورواتب المدنيين والمتقاعدين وأطلقوا الزيادة المعلن عنها للمتقاعدين، كأقل تقدير وعمل تضامني مع المواطن في ازمة كورونا، أما موظفي القطاع الخاص فقد وصلوا إلى قناعة منذ سنوات، ولم يعد يعلقوا أية آمال على جدية الحكومة لدعمهم. ولأن السلوك الإنساني ليس عدوى بل مكتسب من الانسان نفسه فإن التعلق بهذه الامنيات أشبه بمطارة السراب، ولن تنتقل إليهم انسانية سلمان إلا في حالة حقنهم بها وريديا فهل يفعلها الجيران ويحقنوهم بلقاح الرحمة لتحن قلوبهم على الشعب اليمني؟