سمعت بالصدفة حوار لشابين أحدهما عامل صغير في متجر ضخم مكتظ الزحام و الآخر زبون حيث بدأ مازحاً عن الرواتب المغرية التي تتقاضونها نهاية كل شهر و التي تتجاوز المئة ألف ، فصمت العامل لثواني بعد أن بدت عليه علامات التأفف لتأتي الصدمة بأنه يتقاضى راتب لا يتجاوز الأربعين ألف لفترتين صباحية و مسائية مع طبيعة العمل الذي يحتاج إلى بنية عضلية و عمل شبه شاق حمولته ثقيلة . ما زاد الصدمة إعالته لأسرة كبيرة حيث بدت نبراته نبرات الشاكي اليائس و لسان حاله يقول ماذا عساي أن أفعل في زمن ندرة فيه الأعمال ؟ أنتابني هاجس حينها فحواه ماذا عساه أن يفعل بهذا المبلغ الزهيد في ظل غلاء فاحش يؤرق القلب و يشعل الرأس شيباً لأتجه بعدها على المبالغ الطائلة التي سيربحها صاحب هذا المتجر حيث الزحام على الشراء ! هذه واقعة من آلاف الوقائع التي تجسّد إستغلال الشباب الصغار و الأطفال فتراهم عرضة للأبتزاز و إستغلال فقرهم و حاجاتهم للعمل بمبالغ زهيدة لا تسمن و لا تغني من جوع في موقف غير إنساني يجرد صاحبه من الضمير الحي . كما أنّ ما يؤلم الهنجمة التي يتعرضون لها و لغة التعالي و التهديد و الوعيد بالفصل في موقف مخزي يُعرّي صاحبه أخلاقياً . في الأخير على التجار و رجال الأعمال أن لا يستغلوا الشباب الصغار و الأطفال و أن لا يبخسوهم و أن يعاملوهم كما أمرهم دينهم بعيداً عن القسوة و العنف و الأبتزاز . و دمتم في رعاية الله