لا أعرف لماذا أهتزت اليمن عن بكرة أبيها فور الإعلان عن إكتشاف أول إصابة بفيروس كورونا في الشحر بمحافظة حضرموت على الرغم من تضارب الأنباء مابين مؤكد للخبر ونفيه وكأننا عملنا بالأسباب وأتخذنا كافة التدابير للوقاية من هذا الوباء المرعب ..حيث ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بكم هائل من الرسائل والمنشورات جميعها منصبة حول الأصابة الأولى في اليمن بفيروس كورونا.. هذا الفيروس العابر للقارات لديه ميزة نادرة حيث لا يميز بين دولة عظمى وأخرى فقيرة!! لقد تلقيت هذا الخبر برحابة صدر إنطلاقاًً من أعتقادي السائد بأن الحياة في اليمن تسبب الوفاة المبكرة فمن لم يمت بالحرب مات بغيرها.. تعددت الأسباب والموت وأحد..فاليمن ولله الحمد أصبحت بلد منفتحة أكثر من اللازم هذا الإنفتاح جعلها القبلة المفضلة للكثير من الأمراض والأوبئة التي أندثرت في معظم دول العالم وأصبحت من الماضي..هذه الأوبئة وجدت المناخ الملائم للإستقرار في اليمن حيث أصبحت بعض الأمراض تحمل الجنسية اليمنية وبكل فخر كالملاريا.. الكوليرا .. حمى الضنك..داء الكلب وحالياً المكرفس الذي في صدد الحصول على إقامة دائمة في اليمن !! إلى فجر يومنا هذا السبت لم أستطع الحصول على معلومة صحيحة ودقيقة تقطع الشك باليقين للحالة المفترضة بأنها مصابة بفيروس كورونا فقد تعددت الروايات من مدير ميناء الشحر إلى شخص هندي أو باكستاني هذا التخبط والعشوائية في رصد حالة وأحدة فقط يؤكد لنا بأن الحكومة باتت مُفلسة تماماً من كافة الجوانب ودليل قاطع لا يقبل التشكيك فيه بأنها غير جاهزة لمجابهة هذا الوباء الخطير والقاتل!! تلك العشوائية التي شاهدناها والتي خلقت نوع من الإرباك يتحمل وزرها بالدرجة الرئيسية التسابق المحموم والغبي وغير العقلاني للمواقع الأخبارية اليمنية للفوز بالسبق الصحفي ليكون الموقع الأخباري الأول لرصد وتسجيل أول حالة مصابة بفيروس كورورنا على مستوى اليمن!! تواتر الأخبار وبشكل كبير أثار موجة عارمة من الخوف والهلع بين أوساط المواطنيين بالأضافة إلى ذلك هناك الكثير من الأشخاص المرضى المصابون بهوس النسخ واللصق حيث نجدهم يرسلون الأخبار الكاذبة والمخيفة وخلق نوع من اليأس والأحباط وتصوير الواقع بطريقة درامية ثم القيام بأرسالها إلى مختلف الجروبات ومنصات التواصل الإجتماعي من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التحري والتأكد من مصداقية تلك الأخبار!! أتقوا الله يامن تشوهون سمعة الناس وإلصاق المرض بهم من دون علم أو تأكيد.. ألستم من حكمتم بالموت مقدماً على الطفلة البريئة جواهر مع أن كل تقاريرها تؤكد أصابتها من سابق بمرض الربو..!! أتقوا الله بهذا الشعب الصابر الذي يكابد الأمرين في معيشته يامن تروجون الأخبار الزائفة لغرض في نفس يعقوب أعلموا بأنكم آثمون ..أتقوا الله ياقراصنة المنظمات الدولية يامن تتمنون وصول الوباء لليمن من أجل الحصول على المساعدات والعبث بالملايين والرقص فوق جثث الموتى!!