الموقف "المقدس " للفنان فهد القرني والذي وصف فيه الوحدة بالصلاة السادسة لإعطائها بعدا قدسيا في الذهنية "الشمالية" المتجذرة اصلا فيها بتلك الصورة نتيجة ارث ضخم من الخطب والكتيبات والكاسيتات والمواقف المعلنة للشريحة العميقة من مواطن الشمال المتدينين والمتأديين ان صح التعبير. الموقف هذا يكمل حلقة لطبقات هذا المجتمع "العشائري البدوي" حتى النخاع مهما بلغت درجة تعليمه فرجال الدين اولهم الزنداني "المنغمس" في السياسة وليس آخرهم "الامام" المنغمس في تحريم "الاحزاب السياسية" جميعهم "مقدسين للوحدة" وهم جزء مهم من اجزاء الحلقة تلك.
قبل اسابيع فاجأنا الصحفي "الليبرالي " محمود يس بنشر مقال بعنوان "سئمت التملق للجنوبيين" ورغم اننا لانعلم بماذا تملق السيد يس للجنوبيين الا ان ذلك كان ايضاحا ولو جزئيا لموقف "المثقفين" وسأمهم من "التملق" وهو ما يعني ان موقف بعضهم من قضية حقوق الجنوبيين ليست الا تملق "تقية " يعني.
بالنسبة للسياسيين الكل يعلم موقفهم من قضية الجنوب اذا حلقة المجتمع الشمالي بكافة شرائحه تعطي بعد قدسي ديني للوحدة وتعطي اضا تقية وتملق للمواقف تجاه قضية الجنوب.
اكثر ما لفت انتباهي في موقف "الفنان" هو تشابهه "العقيدة والنقش في الحجر" الذي يريد القرني اعطائه للمستمعين مع المبدأ نفسة الذي يعطيه اليهودي لابنه الصغير عندما يكرر عليه كل صباح عبارة "اورشليم مدينتي" وارشليم تعني القدس القرني يريد تجذير ان الوحدة مقدسة وارض الجنوب ارضنا وسنخوض حروب مقدسة لأجل البقاء عليها.
اقول للفان القرني الذي يعود الفضل للمخرج العراقي "فلاح الجبوري" في ذيوع شهرته اشتهرت بصورتك الرمزية وانت تحمل الحمار كناية عن "الزعيم "الذي حملتموه عقود الان ياسيد انت عليك ان تعتبر النضال لأجل انزال قطيع الحمير الذي صعد على ظهرك بعده "صلاة سابعة"