منذ انقلاب الحوثيين على شرعية هادي الدستورية في الواحد والعشرين من سبتمبر من العام (2014) دون أن تحرك دول التحالف العربي ساكن تجاه ذلك الانقلاب الذي تمدد نفوذه طيلة (خمسة) اشهر على كافة اراضي المحافظات الشمالية باستثناء محافظة مأرب .. ولربما بأن جمود و سكون دول تحالف المبادرة الخليجية وصبرهم على الانقلابيين الذين مارسوا سلطة الأمر الواقع على ألاراضي الشمالية كأن مرهون بعملية اخراج الرئيس هادي من قبضة الاقامة الجبرية التي يفرضها الحوثيين عليه في العاصمة المحتلةصنعاء .. وحينما استطعت الدول الراعية للمبادرة الخليجية من القيام بكسر قيود الاقامة الجبرية في صنعاء في الواحد والعشرين من فبراير من العام (2015) بعد وصول فخامة هادي إلى العاصمة الجنوبية عدن تنفست الصعداء من خلال الحصول على الصك الشرعي بالتدخل العسكري في اليمن .. ومن هنا لا يستطيع أي مواطن شمالي أو جنوبي أن ينكر بأن شرعية هادي الدستورية التي غادرت عدن عندما أقدم الانقلابيون على احتلالها في السادس والعشرين من مارس من العام (2015) بأنها خرجت وهي لا تملك سوى القميص (العماني) الذي كان يرتديه ابو جلال أثناء نزوله من سلم الطائرة التي نقلته من محافظة المهرة إلى سلطنة قابوس .. وكما أن المواطنين في الشمال والجنوب قد استبشروا خيرا بإعلان قيام عاصفة الحزم لدول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية بحق التدخل العسكري لإنهاء الانقلاب بالسعي إلى اعادت شرعية الرئيس التوافقي الوحيد على كامل ربوع الأراضي اليمنية التي لم يتحقق منها سوى تحرير وتطهير اراضي الجنوب بفضل تضحيات المقاومة الجنوبية بدعم ومساندة عاصفة الحزم .. ولكننا كمواطنين نسكن في العاصمة عدن لم نلتمس من اعلان عاصفة (الأمل) التي تلت عاصفة الحزم طيلة فترة (الست السنوت) التي مرت منذ عشية السابع والعشرين من رمضان ألفين وخمسة عشر حتى يومنا هذا اي دعم ملموس يصب في تحسين مقومات الخدمات الأساسية من الكهرباء والمياه والاتصالات وكذا استتاب الأمن والاستقرار او انتظام في دفع المرتبات الشهرية لموظفي المحافظات الجنوبية المحررة .. من هنآ من على هذا المنبر تقولها بعالي الصوت ليبلغ عنان سماء دول التحالف العربي بأننا كنا نضن بأن الامارات هي وحدها من كرست كل جهودها نحو صناعة (كنتونات) جنوبية و وفرت لها كافة أدوات (الموت) وأغلقت باب توفير المقومات الأساسية (للحياة) بغية تحقيق مصالحها الاقتصادية بسياسة صناعة الموت .. ولم ندرك بأن عز الدين السعودي اضرط من اخية شهاب الدين الاماراتي على الرغم من كونه الضامن المنفذ لوثيقة اتفاق الرياض التي نصت على تنظيم كافة القوات الجنوبية تحت مسمى نظامية وتفعيل الدورة الاقتصادية لتحقيق التنمية المستدامة التي يندرج تحت ظلالها تحسين مقومات الخدمة الأساسية من الكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات الأخرى .. لكن بكل أسف بأن عز الدين هو الآخر أيضا ذهب إلى صناعة (كنتونات) جنوبية تابعة له خارج سقف القوات النظامية وجعل جل شغله الشاغل العمل على توفير وتكديس وسائل الموت بكافة أشكالها وأنواعها الخفيفه والمتوسطة والثقيلة دون أدنى صرخة ضمير إنساني بالشعور نحو تخفيف معانة سكان عدن القادمين على أجواء رمضانية حاره نتيجة تدني إنتاجية التيار الكهربائي و إنعدام المياه وعدم انتظام دفع المرتبات ولهذا فنحن بحاجة إلى توفير أدوات سبل العيش الكريم ولسنا بحاجة إلى توفير أدوات تزيد من حفر القبور كما هو الحال في عدن (التحالف) وفر أدوات (الموت) ولم يوفر مقومات (الحياة) !!