صباح اليوم الثلاثاء 9 ابريل 2013 يتزاحم الالاف من السكان المحليون وسط شارع عام بمدينة لودر بحركة شراء واسعة .. الاصوات تأتي متداخلة ويقطعها ضجيج السيارات المتزاحمة التي على طول الشارع .. في الاركان يقف المئات من الأشخاص وسط مساحة ارض فارغة باتت تعرف بسوق الغنم ، الجميع يعرض بضاعته من الغنم الجيد والمشهور على مستوى اليمن كافة . ينشغل الناس اليوم باشياء كثيرة لكن كثيرون لايزالون يتذكرون ال 9 من ابريل 2012 حينما قطعت اصوات انفجارات هائلة من الجانب الشرقي للمدينة هدوء عاشته لاشهر . يقول محمد سالم احمد وهو احد ساكني الحي المجاور لكهرباء لودر متحدثاً ل"عدن الغد" :" لازلت اتذكر هذا اليوم جيدا وسأظل اتذكره إلى الابد صحونا يومها على اصوات الانفجارات كانت الاصوات تاتي قوية من ثكنة للجيش بالقرب من الضواحي الجنوبية للمدينة .. يسير سالم على طول خط اسفلتي واصل إلى منزله الأجواء حارة بعض الشيء والشمس انتصفت في السماء كان يحمل بيده اكياس فيها خضار وبعض السمك يضيف بالقول :" عشنا يوما عصيبا للغاية ظلت الاشتباكات حتى ساعة متاخرة من مساء ذلك اليوم وكنا نظن ان المدينة ستسقط . مثلت معركة لودر علامة فاصلة في الصراع المسلح الذي خاضته الحكومة اليمنية مع عناصر الجماعات المسلحة التي أطلقت على نفسها "انصار الشريعة " . تمكنت هذه الجماعات من الاستيلاء على عدة مدن بجنوب اليمن بينها جعار وزنجبار وعزان وظلت مدينة لودر مطمحا لهذه الجماعات وهدفا استراتيجيا خططت له هذه الجماعات لاشهر لكنها فشلت لاحقا في تنفيذه . في الخامسة من فجر يوم ال 9 من ابريل 2012 رن هاتف قسم التحرير بصحيفة "عدن الغد" بشكل مطول كان الجميع نائما لحظتها لكن الرنين المتواصل للهاتف اجبر احد الموظفين على الرد وهو يغالب نوم شديد. على الطرف الأخر جاء الصوت متحشرجاً مراسل "عدن الغد" في مدينة لودر يقول بصوت متسارع :" أنهم يهاجمون لودر .. القاعدة تهاجم لودر . كانت "عدن الغد"يومها أول وسيلة إعلامية نشرت خبر الهجوم وظلت طوال أسابيع الوسيلة الإعلامية التي تابعت الأحداث في لودر اولا بأول . ظلت المدينة وعلى مدى أسابيع تجاهد لأجل صد هجوم شنه العشرات من عناصر الجماعات المسلحة . في اليوم الاول من المعركة فر العشرات من جنود الجيش اليمني من اماكن تمركزهم بالقرب من منطقة يسوف الكهرباء بلودر وهو ما مكن عناصر الجماعات المسلحة من الاستيلاء على كميات هائلة من السلاح في هجومهم على المدينة . مالم يكن في حسبان الجماعات المسلحة هو ظهور مقاومة ميدانية من السكان المحلية تقاطر العشرات من أبناء المدينة وتصدوا للهجوم . دارت معارك شرسة بالقرب من محطة الكهرباء بلودر وتسبب هجوم بتدمير محطة الكهرباء في المدينة . ظلت الناس تصارع الجماعات المسلحة في المدينة لعدة أسابيع . يقول " محمد سالم العوذلي" وهو احد سكان المدينة :" في أيام كثيرة كنا نصل إلى اعتقاد مفاده ان المدينة ستسقط في إي لحظة لكن حجم الصمود الذي كنا نشاهده في اعين الناس كان كبيرا جدا وهو مايجعلنا نحس بالامان. ظلت جماعات القاعدة تحاول اقتحام المدينة دون جدوى وكانت بين امرين الاول دخول مدينة لودر والاستيلاء عليها وبذلك تحقيق انتصار عسكري من شأنه انه يقلب موازين القوى والاخر اعلانها الانسحاب وهنا سيسجل التاريخ أول هزيمة لهذا التنظيم الذي يقول الجنوبيون انه خلق لمحارب قضيتهم الجنوب . بمرور الأيام بدأ واضحا ان القاعدة وعناصرها في طريقهم إلى هزيمة منكرة ، نجح رئيس اللجان الشعبية حينها "محمد عيدروس الجفري" في تنظيم صفوف المسلحين من أبناء القبائل والمدينة ذاتها وساعدتهم في ذلك وحدات من الجيش. ظلت المدينة لودر تعيش حالة من الحصار من الناحية الشرقية لاسابيع واكتفت قوات الجيش بتنفيذ أعمال قصف عشوائية طالت قرى ريفية . في ال 17 مايو 2012 تنفس اهالي لودر الصعداء انسحبت عناصر الجماعات المسلحة من الاطراف الجنوبية للمدينة باتجاه مدينة شقرة الساحلية . يرى "علي عيده" وهو قيادي بارز في اللجان الشعبية ان يومي ال 9 من ابريل وال17 من مايو من 2012 سيظلان يومين تاريخيين في حياة مدينة لودر . يتحدث "عيده " من مقر أقامته بلودر عبر الهاتف ل "عدن الغد" بالقول :" لقد مرت لودر بمحنة شديدة للغاية على مدى اكثر من شهر لكن تعاضد الناس وتماسكها وتلاحمها افشل المؤامرة . يرى عيدة ان مايصفها بملحمة "لودر" وضعت حدا لسطوة الجماعات المسلحة. وأضاف بالقول :" اليوم وبعد عام من هذه الملحمة لايسعنا إلا نشكر كل من وقف صفا واحدا لأجل حماية المدينة أبناء المدينة وابناء القبائل وجنود الجيش والقيادة السياسية لكل هؤلاء شكرا .