انه لمن المؤسف جدا ان تضل الخلافات بين بعض القيادات والرموز السياسية الجنوبية هي من يزيد معاناة ابناء الجنوب وهي الخلافات التي لم نرى غيرها منذ عقود بين تلك الرموز التي كنا نامل ان تستوعب متغيرات العصر وان تتخلى عن تلك السياسات الفاشلة ! والتي لم يجني منها شعب الجنوب سوى الويلات والمآسي المتلاحقة .
انه لمن المُعيب ان تضل قضية وطن وشعب مرهونة باهوا وعقليات لربما عفى عنها الزمن ! ومن الغُبن ايضا ان تتسبب السياسات القاصرة لبعض القيادات الجنوبية في استمرار المعاناة لشعب عظيم فيه من الطيبة ما جعله ان يضل رهينة وقضيته العادلة بيد من وللأسف الشديد لم يعرف قدر هذا الشعب الطيب الذي يشعر اليوم انه يجري ورى سراب وحيث ما ينظر يلاحقه سراب يتمثل في شعوره بالضياع وفقدانه لقيادة تستطيع انه تأخذه الى بر الامان وتستطيع ان تستوعب المتغيرات الاقليمية والدولية! ان الشعب في الجنوب اصبح اليوم أكثر تشاؤم واصبح ينظر بريبة تجاه معظم القيادات سوى كانت في الداخل والخارج واصبح لا يثق في الكثير ممن بالفعل يحتار العقل الآدمي تجاههم وتجاه سياستهم التي لا يمكن لعاقل ان ينظر اليها او يبني عليها أمال بأنها سياسية تصب في صالح الوطن وقضية شعب عادلة تتمثل في الحرية وتقرير المصير لا بناء الجنوب واستعادة دولتهم وعاصمتها عدن .
نعم ان شعب الجنوب اليوم قد فقد الامل من كثيرا من تلك القيادات التي لانسمع منها غير تبادل الاتهامات وتصور كل جهة من انها هي القادرة على تمثيل ابناء الجنوب سوى كان في ما يُسمى بمؤتمر الحوار الوطني او غيره من اللقاءات الجنوبية التي تتم هنا وهناك ! هذا ما فهمه الشعب الجنوبي من نلك القيادات وفي كل يوم يفهم اكثر من ان تلك القيادات قد اصبحت هي من يتسبب في الكثير من المعاناة والويلات للشعب الجنوبي وهي من يقف حجر عثرة تجاه اي تسوية سياسية قد تتطرق باء اتجاه القضية الجنوبية سوى كان من الاقليم المحلي او من المجتمع الدولي ...نعم ان مشكلتنا ليست الا من قادتنا الذين لازالوا يعيشون وكأنهم في نفس التاريخ الذي تصارعوا فيه قبل عقود وكأنهم انما كانوا في نوما سبات طوال الفترة الماضية التي لم يشعر بالمعاناة فيها الا شعب الجنوب ولم يكتوي بنارها وقسوة ايامها الا ابناء الجنوب في داخل الوطن.
ورغم هذا وهذا كان شعب الجنوب يتعشم الخير في كل القيادات داخل وخارج الجنوب وكان يحذوه الامل في ان تكون تلك القيادات قد استفادت واستوعبت دروس الماضي والحاضر وكان شعبنا في الجنوب يأمل ان تتخلى معظم تلك القيادات عن سياسة اين موقعي وكان يأمل انها لربما تقتنع بأن العمر ليس الا رحلة قصيرة وان معظم تلك القيادات ستقول عسى الله (بحسن الخاتمة).
كما كان الجميع يطالب تلك القيادات ان تدعوا الى مؤتمر او لقاء جنوبي لا يستثنى منه احد افراد كانوا او سلاطين او مشايخ او رفاق لقاء جامع يخرج الجميع منه برؤية موحده يُتفق فيه على رئاسة دورية بحسب تاريخ كل شخصية سياسية وعلى ان يلتزم الجميع بمخرجات لقاء جامع لم يستثنى منه احد ويشعر الجميع فيه بالمسؤولية دون ان يتفرد أيا كان ويعتبر نفسه انه الوحيد القادر على تمثيل الشعب الجنوبي ! هذا ما كان يرجوه ابناء الجنوب ولكن من المؤسف ان نرى اليوم بعض من اخواننا الرموز الجنوبية التي نكن له كل الاحترام من المؤسف ان نراها تتحدث بسذاجة مطلقة حين تقول انها الوحيدة من يمثل الشعب الجنوب وان الحامل الاقدر لقضيته ونصرتها !.
فهذا ما يجعلنا اليوم ان نعيش التشاؤم وهذا ما يجعلنا ان نقول ونذكر تلك القيادات من انها في مهب الريح ومن انها هي من يصنع سياسية قد تعطي المبررات من انها لربما تخدم اطراف وجهات لطالما عملت كل ما بوسعها حتى تبقي الجنوب وشعبه تحت الهيمنة والاحتلال البغيض الذي يدفع الكثير ويشتري الكثير كي يضل ابناء الجنوب انفسهم هم من يتسبب في استمرار هذا الوضع الذي لا يمكن له ان يستمر ولا يمكن للشعب الجنوبي ان يقبل بعد اليوم ان يمثله ويتحدث عنه وبأسمة اي جهة كانت مالم تكن قد اخذت واستمدت شرعيتها من مؤتمر جنوبي جنوبي جامع لا زعامة مطلقة فيه لأحد ولا صورة ترتفع الا صورة الوطن وشعار واحد موحد وهو(شعب الجنوب لا يرتضي بغير تقرير مصيره واستعادة دولته وعاصمتها عدن)