لاشك ان قضية شعب الجنوب قضية عادلة ومطالب أبناؤه مطالبة عادلة حين يطالبون بتحرير وطنهم واستعادة دولتهم ولا يختلف اثنان من ان الشعب الجنوبي بكل أطيافه وفئاته يعاني الأمرين منذ حرب صيف 1994 حتى اليوم! ولكن من المؤسف إننا نرى اليوم الجميع مختلفون ولأهناك ما يبشر بالخير من ان كل التنظيمات والمكونات الجنوبية تسير نحو الطريق الصحيح؟. وكثير من أبناء الجنوب المخلصون مصابون اليوم بالإحباط وخيبة الأمل جرى ما يحصل من شقاق في الساحة الجنوبية بين كل التنظيمات السياسية ومكونات حراك كان الأجدر بهم جميعا ان يراعون مصلحة هذا الوطن وشعبه الذي ابتلاه الله بالخلافات والكوارث منذ فجر الاستقلال الوطني في 1967!.
حيث أصبح الجنوب عنوان للمآسي المتتابعة حتى المأساة الكبرى يوم 22مايوم إلا كثر من مشئومة والتي كانت البلوة الكبرى التي وصل شرها إلى كل بيت ومحافظة ومديرية وقرية في الجنوب ولا يلام أبناء الجنوب ان قالوا كما قال الشاعر(بلانا بهم ربي وولاهم على ارضي وهي والي).
هكذا عاش الجنوب ولازال يعيش حتى اليوم ومن العيب والخزي ان يضل الوطن وقضية أبناؤه العادلة مطية لمن لا يعيشوا أو يتعايشون إلا في ضل الخلافات وتخوين البعض لبعضهم والادعاء من ان كل طرف هو المحق وهو المناضل وهو الذي يرى في نفسه وصيا على شعب وقضية لا يرى سواه من يمثلها؟.
ولا احد يدري هل تلك القيادات لازالت تعيش هوس وحب التسلط الذي كانوا يوما من الأيام هم السلطة وكل فريق منهم لا ينظر إلى الآخر إلا ويعتبره خائن أو رجعي ! هذا ما عاشه شعب الجنوب منذ ظهور تلك القيادات التي استلمت السلطة والحكم بعد الاستقلال عن بريطانيا والتي للأسف لم تكن مؤهلة بحجم ثورة أكتوبر ولم تكن القيادات المناسبة ان تحكم شعب الجنوب العربي المسلم ولكن كانت قيادات مستواها اقل من ان تحكم وتمثل شعب عريق قدم التضحيات الجسام من اجل ثورة أكتوبر؟ . واليوم وما يحدث على الساحة الجنوبية من الخلافات والتباينات وانشقاق كبير في وحدة الصف الجنوبي لم يكن المسبب له إلا تلك القيادات التي لا يدري احد أين ستقود البلد ولكن الكل يجمع أنها بلا شك قد تتسبب في إجهاض ثورة شعب الجنوب وتفكيكها وتشتيت مكوناتها حتى تصبح ثورات مضادة لبعضها مما يجعلها في نظر العالم مجموعات لا يمكن للمجتمع الدولي ان يثق فيها أو في قدرتها على قيادة الجنوب حتى وان قرر المجتمع الدولي الاعتراف بقضية الجنوب وتقرير مصير شعبه ستضل تلك القيادات هي من يخيف المجتمع الدولي والإقليمي عندما لا يجد ها موحده وهي لازالت بلا وطن؟ فكيف لها ان تمثل قضية بحجم تقرير مصير شعب.
ان شعب الجنوب يقول لكل تلك القيادات أنها مطالبة بتوحيد الصف وكفى كفى انتهاج سياسة ستكون المتسببة في ضياع قضية وطن وشعب أعلن قبل أعوام عن التصالح والتسامح والذي يجب على الجميع من تلك القيادات ان تستفيد منه خصوصا وإنهم لم يكن له تاريخ فيه خيرا بقدر ما يكون عكس ذلك فهم الذي يجب عليهم ان يستفيدوا من دروس الماضي البغيض الذي صنعوه هم من يجب عليهم ان يناضلوا بصفتهم مواطنون جنوبيون مشتتون في الشتات ومهمشون داخل وطنهم!
ان أبناء الجنوب اليوم يطالبون بوحدة الصف الجنوبي ويحز في أنفسهم ان تظل تلك القيادات تسيء إليهم والى وطن قدم لهم الكثير ولم يرى منهم سوى الضرر عبر المراحل الماضية حتى اليوم.
نتمنى ان تدرك تلك القيادات انه لا يمكن لها ان تضل هي من يتسبب في إضعاف قضية وطن وشعب قدم قوافل من الشهداء والمفقودين والجرحى ولازال يعاني حتى اليوم ويقول ويكرر بلانا بهم ربي؟. * خاص لعدن الغد