يمر وطننا الجنوب هذه الأيام بمرحلة غاية في الصعوبة والتعقيد وفيها يخوض شعبنا العظيم في الجنوب نضال متواصل من اجل حرية واستقلال دولة الجنوب وعاصمتها عدن والكل يعرف ما تعرض له ابناء الجنوب ولازالوا يتعرضوا لحملة شرسة وموجهه القصد منها تشتيت مكونات الحراك الجنوبي...
الذي لا يستطيع احد ان يشكك في أيا من تلك المكونات في نضالها من اجل استعادة دولة الجنوب! وان كان هناك تباين في وجهات النظر داخل مكونات الحراك الجنوبي فهو لم يكن الا ناتج عن اختلاف بعض القيادات الجنوبية خصوصا في الخارج ...
ولكن مع هذا كله ضل الكثير من العقلاء من ابناء الجنوب داخل كل مكون ينادون ويطالبون بوحدة الصف الجنوبي والقيادات الجنوبية في الخارج والداخل وطوال فترة النضال المنصرمة لشعبنا الجنوبي داخل الوطن لاحظ الكثير اختلاف القيادات الجنوبية والكل يتسأل حينها واليوم على ماذا يختلفون دام ان الجميع يطالب بالتحرير والاستقلال واستعادة دولة الجنوب! الكل تسأل ولم يجد الجواب الشافي او اي تفسير لذلك الخلاف الذي اضعف قضيتنا وجعل العالم ينظر الينا على اننا شعب وقيادة تعودت على الاختلاف ولايمكن لها ان تتوحد يوما حتى وان كان في توحدها إنقاذ وطن وشعب من مآسي وويلات كانت تلك القيادات هي من تسبب فيها!
فجاء يوم التصالح والتسامح من ارض وشعب الجنوب مدركين اهمية ذلك في تحقيق الهدف والحلم الذي يساور ابنا ءالجنوب في عودة وطن وعودة كرامة وشعب يعاني من جور الظلم وماحل به منذ عام 1990حتى اللحظة ...ومع هذا كله وللأسف لم يرى ابناء الجنوب اي تقارب او توافق بين تلك القيادات التي تتحمل المسؤولية الكبرى تجاه قضية وطن وشعب !
وضل شعبنا في الداخل يراقب عن كثب اي لقاءات تجمع بين قادة جنوبيين ويتفال الخير من اي لقاء قد يعود بالنفع على قضيتنا العادلة التي يعترف بها العالم ولكن لم تعترف بها القيادات الجنوبية في خطوة ليس اكثر من تصالحهم وتسامحهم وفق ما اعلنه شعب الجنوب قبل اعوام مضت ؟
وكل متتبع لتصريحات أيا من القادة الجنوبيين يلاحظ شيء مؤكد وهو انهم لازالوا يعيشون في نفس التاريخ القديم ويفكروا بعقلية اين موقعي !فكان عليهم جميعا ولزاما ان ينظروا بعين اليوم وان يستوعبوا المتغيرات الدولية والاقليمية وان يتفقوا على رؤية واحده موحده تجاه قضيتهم !
كما يجب عليهم ان يبتعدوا عن المكايدات السياسية التي تتمثل في القاء المسؤولية على بعضهم البعض فحين نسمع قادة يلقون بالمسؤولية على شخص الرئيس البيض فهذا ظلم واجحاف فالرئيس البيض عندما وقع الوحدة خرج شعب الجنوب عن بكرة ابيه يرقص فرحا فحصل ما حصل فوجد نفسه الرئيس البيض خارج الوطن ...
فأنظم الى شعبية مطالبا بالحرية والتحرير والاستقلال وهذا موقف يشكر عليه الرئيس البيض وما يُقدم والامانة تقال فموقفه اليوم موقف ثابت وصُلب تجاه قضية شعبه ... ولكن يجب على الرئيس البيض ومن خلال ما يمتلك من قاعدة شعبية او اعلامية يجب عليه ان يعمل بفكر اليوم وبفكر شعبه وهو النضال من اجل الاستقلال ليس إلا ويعتبر نفسه جنديا ومواطن جنوبي ليس اكثردون ان ينتهج سياسة وكأنها تقول انه يريد الزعامة ان تم الاستقلال وبنفس وضعية وسلطة عام 1990 وهذا هو الخطاء الفادح من الرئيس البيض لان ذلك التفكير في هذا النهج بلا شك قد جعل كل من كانوا بجانب الرئيس البيض قبل الوحدة ينتهجون سلوكيات من يريد استلام حكم كما كانوا! وكثيرا منهم وللأسف لا يرون في الساحة غيرهم ؟
وتناسوا ان التفكير هكذا لا يمكن له الا ان يزرع الشقاق ! كيف لا وهو وضع كان قائم بعد ان دُمرت الجنوب وفقدت خيرت ابنائها في احداث يناير المشؤومة التي كان الكارثة الكبرى على الجنوب كله! هذا ما يراه شعب الجنوب تجاه القادة الجنوبيين ! كما يجب على القادة الجنوبيين الآخرين ان لا يفكروا بسياسة ومكائد تجاه الرئيس البيض ويصوروا لمن معهم ان البيض يتحمل مسؤولية ما حدث ومن انهم قادة لم يرتكبوا اخطاء او انها تقع على عواتقهم مسؤولية احداث ومآسي شهدتها الجنوب !
فكلاهما مشتركين في كل كبيرة وصغيرة وليس امامهم اليوم من خيار سوى التصالح والتسامح الحقيقي بينهم !والعمل على توحيد الصف والالتقاء في مؤتمر جنوبي جنوبي لا يُستثنى منه احد ليخرجوا بوثيقة شرف وصحوة ضمير سيشعرون لحظتها انهم كانوا يتسببون في كثيرا من المآسي لشعبهم وهذا ما يطالب به شعب الجنوب تلك القيادات التي لن نقول عنها الا انها كما اخطاءت ا صابت ووجب علينا كشعب جنوبي ان نكن لهم كل الاحترام والتقدير لنضالاتهم سابقا واهمها نضالهم اليوم ان توحدوا والتقوا فهو نضال منقذ لشعبهم وتقع على عواتقهم مسؤولية تاريخية امام الله اولا ثم امام شعب لا يريد منكم سوى التصالح والالتقاء وهو من سيشرفكم في ساحات الشرف والبطولة والتحرير في كل شبرا من ارض الجنوب الغالية _والله ولي التوفيق