الرابع من مايو يوم الإعلان العظيم الذي أنتظرناه على مر سنوات طويلة دفعنا خلالها أرواح طاهرة ودماء زكية وهامات شامخة وتضحيات جسيمة. سنوات من الألم والصبر والصمود خاضها شعب الجنوب بكل عنفوان وثبات متكئاً على عدالة الحق معتمداً على إرادة الابطال متوكلاً على رب عظيم لا تسقط عنده الحقوق بالتقادم. صلف ممزوج بجرم وإجرام وعنجهية وإنحلال مارسها الشمال العدو الشقيق على الجنوب منذ الوحدة المغدورة المشؤمة جلابة المأسي والويلات. تجمعت قواهم بإسم الدفاع عن الوحدة مع انهم أكبر رمز بالتاريخ للإنفصال والعنصرية. اصطفوا ضد الجنوب بإسم الدين وهم خوارج العصر ورافضته. سفكوا الدماء وازهقوا الأرواح ودمروا الأرض والإنسان واجتهدوا دون جدوى لطمس الهوية وإلغاء الذات الجنوبية. ثلاثين عاماً لم يصحي خلالها ضمير أحدهم ولم تستيقظ إنسانيتهم بل كانوا في بطشهم واجرامهم فرحون. ولكن هذا شعب الجنوب العظيم افشلهم في أن يحولوه إلى تهامة ثانية او إلى تعز أخرى. شعب كسر الأغلال بإرادتة الفولاذية وتخطى كل العقبات بشراسة وإقدام فالمسألة وطن وهوية ومستقبل أجيال. إرادتنا التي بها أدركنا مكرهم منذ 1994 وبها واجهناهم وبها خرجنا بحراك سلمي في 2007 وبها أنطلقنا بمقاومتنا المسلحة في 2015 وهي ذات الإرادة التي أسست وفوضت المجلس الإنتقالي الجنوبي في 2017 وهي التي اوصلت الجنوب إلى مرحلة الإدارة الذاتية، وهذة الإرادة الجنوبية الحرة التي لا تضعف ولا تلين هي التي ستعلن دولة الجنوب العربي على مسمع ومرئ الجميع وبإعتراف دولي وإقليمي منقطع النظير بإذن الله سبحانه وتعالى وان غدا لناظره لقريب. إنه شعب الجنوب العظيم .......