مساحة ود مقطوعة من منا يصدق بأن تلك الزجاجة التي طال الانتظار اليها والكل يحلم بها بشغف وقد شغلت حيز مكاني كبير في كل عقول الناس وأنتظرها المنتظرون بلهفة وشوق والتي كنا نشاهدها جميعا على شرفة التسريحة جميلة حلوة ذات قنينة متناهية التفصيل والجمال لسنوات عدة ، بأن تعطينا في الختام أريج وطيب كريه ذات روائح زنخة منتنة هي في الأصل سامة شكلا ومضمون !! بعد السؤال ماذا حصل للزجاجة وماهذا الرائحة العفنة التي تنبعث منها خانقة لكل من كان له نصيب في إستنشاقها ؟ أجابتنا أمرأة عجوز في قت متأخر من الليل وهي تسكن في بيت ذات لون غاني من تراكم الزمن اختلطت وامتزجت الوان باهتة سرمدية ، به حجرات ضيقة ، وفي قبو بعيدا عن المتطفلين وهي تنحني تلك العجوز فوق القارورة مبتسمة ضاحكة يغلي بجانبيها سائل ملون كانه غاز سام شبيه برائحة الخل ويحيط بنا جميعا داخل المعمل بلانظام مجموعة أخرى من الأواني ذات مقاسات وسعات مختلفة التي تشابه إلى حد كبير تلك التجهيزات التي من الممكن رؤيتها في المعامل المدرسية الحديثة لعمل التجارب الفورية الكيميائية ، قائلة لنا العجوز بعد 0 بكل سخرية وإزدراء هذه حقيقة الزجاجة التي هي صنيع الغير وكيس يمتلئ ويفضى حسب رغبات العطر الذي هو رديفا لها ايها المغفلون !! ففي لحظة بالية عفا عليها الزمن يرتجف قلب العجوز المسكينة على مستقبل تلك الزجاجة وهي تنظر من خلف نافذة مكسورة بنظرة أمل في عودة الزجاجة الى وضعها الطبيعي متأملة مسترشدة بتجاربها العلمية ولكن الفأس قد وقع في الرأس ولايمكن إعادة الزجاج بعد إنكساره .. مباشرة ونحن ننتظر كعادتنا اخذ الطيب الحلو من ذلك البيت الكبير فاذا هو يعكس وجه المرأة العجوز ضباب خيبة الأمل بعد فشلها في محاولاتها لفك رموز وحل ألغاز نحن نعلم بأن الزجاجة زجاجة عطر وهي تعلم جيدا تلك العجوز الشمطاء بأنها زجاجة خل وسم وعطر وزيت كوكتيل واحيانا اذا لزم الأمر ماء وقد يكون ماء الورد حسب الحاجة والتعبئة الخاطئة من البيه الكبير فلاتصعر خدك فهذه هي كبد الحقيقة أن كنت لاتدري .. فاذا ركلك الناس من الخلف فاعلم أنك في المقدمة !!