نعم لست عدنيا ولكن هذه المدينة خطفت قلبي كما خطفت قلوب الكثيرين ففيها ما يستحق العشق من بحرها وبرهاإلى أهلها وبساطة الحياة فيها. انا لم ادخل هذه المدينة الا شابا يافعا وعشت فيها فترة قصيرة لاتزيد عن خمسة أعوام ولكنها تركت فيني ما اقتات عليه من الذكريات ما بقي من العمر. لست عدنيا امراً لا يدعوا إلى الأسى كما انه امر ايضاً لا يدعو إلى الفخر. قدر عدن انها مدينة الجميع وحاضرة الجنوب وعاصمتها اليها يشد ابناء الجنوب جميعًا الرحال سكنت قلوبهم وان لم يسكنوها وكانت دون غيرها من تستحق التضحية وقدم الجنوب خيرة فلذات كبده في الدفاع عنها ومن أناس بعضهم لا يملك فيها مترًا واحدًا يكفي له كقبر. بناء فيها كثير من الناس بيوتهم المعجونة بعرقهم ودمهم وشقاء غربتهم في اصقاع الأرض . نتألم لألمها ونفرح لفرحها ونقدم الغالي والنفيس من اجل رفعتها .بها ولد ابنائنا ودفن اخواننا شهداء من اجلها بينما كان بعض من يدعي الان ملكيتها ممن رمتهم موجات البحر او جلبتهم عواصف الصحاري يفترشون الأرصفة وكان الأمر لا يعنيهم . أهل عدن الطيبين هم اهلنا ومعلمينا منهم تعلمنا أبجديات المدنية والتحضروالبساطة والتعايش والانتماء. لذا نقول لمن يريدنا ان نرحل هذه مدينتنا كما هي مدينتكم كسبنا حقنا فيها بحبها الذي يسكننا وملكنا الذي بنينا ودماء اخوتنا التي سالت دفاعاً عنها . لذا هي مدينتنا كما هي مدينتهم بالشرع والقانون والانتماء فاخرسوا من هذه النغمة النشاز مرة أخرى لست عدنيا وهذا امر لا يدعو إلى الأسى ولا الفخر لكنها مدينتي ولي فيها مثل ما لكم وأكثر