بح صوتها وجف دمعها من الاحزان على فلذات اكبادها الذين يتساقطون بالموت كل يوم، وكأنما هذه المدينة المكلومة والصابرة تستقبل فاتحة ايامها بالموت القادم اليها مع موجة الحر والاوبئة. وعدن هي عدن لن تستسلم للموت السياسي في كل المراحل من تاريخها، ولا لتوظيف شيطانيه الراقصين على اوجاعها والمقاولين على موتها من سنين. وهي عدن تعرف كيف تغسل احزانها، وتفرج عن نفسها كل كرب عظيم، وان تستحم في برك من الدم المسفوح لتعلن طهارتها من الحروب الجهوية، والهروب من موتها الى الموت بالاوبئة الغارقة فيها. عدن لن تموت وهي عاشقة للحياة وتمتشق بيارقها كل يوم وتتعايش مع الامال التي تمدها بالصبر والثبات على البلاء لتعزف من عمق نكباتها لحن للبقاء الذي تستحق.