تعز تحترق منذ أن قررت الحياة .. ثمانية أعوامٍ منذ أول اغتيالٍ واحتراقٍ واعتصامٍ ضد باطل .. ثمانية أعوامٍ منذ أول موتٍ كانت تظنه حياة .. تعز في عامها التاسع مازالت تغوص في وحل المذنبين بحق حبها .. أصحاب القلوب الفاجرةِ أيماناً على المصاحف .. تعز .. مدينة الحب والقلم .. المدينة الحالمة .. تائهةٌ بين من يُشهر سلاحه في وجهها .. وبين من يدعي حبها حافراً في الخفاء خنادق الموت .. مدينة السلام غارقةٌ في ظلامها .. يُقال أن الشظايا تقتحم البيوت دون إنذار .. أن الشوارع تضرجت بدماء أبنائها .. أن الطامعين بعيش الكرامة مذبوحون لا جدال .. وأن بنادق الموت مصوبةٌ ضد كل من أراد النجاة بدينه وعزته .. تعز .. أي ذنب اقترفناه حتى ننال العقاب فيكِ ..؟! أي جرمٍ هذا الذي لا يُغتفر ..؟! ماذا يفيد لو أحببناكِ ونحن ظالمون ..؟!