كنت ومنذ فترة متوقفاً عن الخوض في الشخصيات القيادية لما وجدناه في بعض الأشخاص بمجرد أن يتعثر عليه المسير في توجهاته فيتحول مسرعاً نحو مصالحه الشخصية ويتنازل عن مبادئه الوطنية التي ضحى من أجلها ومعه شعبه ..لكن شخصية حديثنا اليوم في أسطر متواضعة بتواضع الشخصية القيادية المعروفة بصولاته وجولاته في ميادين الوغى ضد الميليشيات الحوثية منذ 2015 مشاركاً في تحرير عدن ولحج والجحار ورأس عمران والوهط والعند. حيث يختلف كثير عن اولئك المتمصلحين لبداهة منطقيته وفطرته العربية التي تربى عليها بل ترعرع فيها ومنذ ان عرفت القائد فاروق علي احمد سعيد الكعلولي قبل ان يتم تعيينه من قيادة الانتقالي قائد اللواء التاسع صاعقة لم أجد فيه غير الشكيمة القبلية المأخوذة من جبال موطنه المتواضع بوادي بطان المحاط بالسلسلة الجبلية بمديرية المضاربة بلحج تلك المنطقة النائية التي مازالت محتفظه بالعادات والتقاليد العربية الأصيلة الكرم والضيافة والوقارة وبلاغة التفاهم مع الآخرين والثقة بالنفس والإقدام والشجاعة هذه الصفات والخصال الحميدة لم تفارق القائد الشهم فاروق الكعلولي لقد ظل محتمي بها جعلت منه إنسانا ذو أخلاق رفيعة نال احترام وتقدير من حوليه من الناس فهو للآخرين مقدرا مهما اختلفت معه فكريا وسياسيا فلن ينال منك بقدر اختلافك معه بل يعاملك بما فطرت به نفسه من اخلاقيات قبيلية متجذرة ومكتسبة من قبيلته المنتمي لها القبيلة التي لن تقهر المعروفة بالإصالة والشهامة والكرم والشجاعة والإقدام قبيلة الكعللة بالصبيحة. فما اكتسبه من اصالت قبيلته وموطنه النائي من تواضع وحنكة وكرم صفات حميدة هي من جعلت من فاروق أن يكون قائداً راقياً وما يمتلكه من اسلوب أثناء التخاطب بطريقة مهذبة ومحترمة وسيلة الإقناع للآخرين بما لديه من أفكار راقية متواكبة مع متطالبات المرحلة ومن يتحدث معه أثناء الحديث في أي قضية فنعم فاروق القيادة. لقد عرفته قبل أن يتولى قيادة اللواء التاسع بعشرات السنين ولكني لم ألاحظ عليه أي تغيرات في طبيعته الخلقية فعندما عزمت على الدخول عليه وكان بنفسي تخيلات بأن فاروق ليس ذاك الانسان الذي كنت أعرفه فرداً عاديا سواء في منطقته او في جبهة كهبوب عندما كان فرداً مقاتلاً ضد الميلشيات الحوثية تحت قيادة قائد الجبهة عبدالغني السروري انذاك عندما كنت اغطي إعلامياً المعارك الدائرة هناك.. حينما وصلت إلى بوابة المعسكر الذي يقوده وجدته خارج من اللواء لم أصدق نفسي عندما ابتسم وبضحكات فاروق المعتادة هي نفسها عندما كنت ألتقي معه من سابق قبل ان يكون قائداً وأكثر ما تفاجئيت به عندما ترجل من السيارة وبكل تواضع وسلم علي وصافحني معانقاً لي وبدون حراسات ولا مقدمات ولازحمة افراد مثل مايعمل الاخرين فكنت في فلك آخر غير ما توقعته ومن تلك اللحظات شعرت بدولة قادمة ذات قيادة لن يغرها المنصب بل لم تهتم به بقدر اهتمامها ببناء دولة ذات مؤسسات إدارية مبنية على التواضع واحترام الآخرين. إخواني القراء لن اتتطرق لموضوعي هذا كمديح الكعلولي ولكن اريد من أصحاب الشطحات الذين كانوا خبازين ودلالين وخرازين وبفعل فاعل صاروا قيادة ومجرد ما يطلع على الطقم يغلق الزجاج العاكس ولم يحسب للآخرين اي حساب متناسيا وظيفته السابقة وغير مبال بالآخرين فهذا فاروق الكعلولي خير مثال للقيادة يجب أن يحتذى به بالرغم من أنه جاء من بيت العز والكرم ومن اصل بيوت المشيخة ولكنه ظل متواضعاً متمسكاً بما فطر عليه فهنئياً للجنوب فاروق الكعلولي وامثاله المتواضعين كقيادة نعتز متفاخرين بهم ونباهي الامم بحنكتهم وتواضعهم وماصنعوه من مجد تليد ذو لبنات أساسية لمستقبل دولة الجنوب سيدونه التاريخ ليبقى شاهداً لما ناضلوا من أجله وباصرار وعزيمة لن تلين رغم العراقيل وشحة الإمكانيات إلا أنها العزيمة التي ودائما لن تنحني ولن تقهر .. فلا تستغرب من حديثي عن القائد فاروق الكعلولي فهو امتداداً لمسيرة نضال أسطوري لتاريخ الصبيحة المليء بالتضحيات الميدانية التي قد دونها التاريخ في سجلاته بأحرف من نور وسيتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.