اهتزت عدن طربا في قبل نحو أسبوعين عند قراءة تصريح أدلى به الشيخ صادق الأحمر، شيخ مشايخ حاشد، ورد فيه "كلنا شاركنا في نهب الجنوب ومعنا جنوبيون". حقق تصريح الشيخ صادق التفافا شعبيا كبيرا في محافظة عدن لأن الجميل في ذلك التصريح أنه قال "كلنا شاركنا في نهب الجنوب" والأجمل أنه قال "ومعنا جنوبيون" وكان وقع الإضافة (ومعنا جنوبيون) مريرا على نفوس أبناء عدن لأنها تعني الشيء الكثير عن أولئك المتواطئين والمشاركين مع الشماليين في أعمال النهب، وسيقول التاريخ كلمته في أولئك الجنوبيين الذين تجردوا من كل شيء وهم يشاركون في نهب الجنوب، وهو اعتراف بأن كلمة وطن أصبحت في حكم الملغية عندهم، لأنهم في الأصل من الجنوب وبين أنهم ليسوا من الجنوب. لم يكن اعتباطا من الشيخ صادق أن يقول "ومعنا جنوبيون" أي لا لوم علينا إن نهبنا الجنوب، فهم غرباء عن الجنوب، لأنها ليست بلادهم، لا في الجغرافيا ولا في التاريخ، لكن أن يكون الشركاء من الجنوب يعني أنهم سرقوا بلادهم، وهنا العيب ولا غيب على الشماليين، وأقول للشيخ صادق: الإضافة "ومعنا جنوبيون" كانت ضربة معلم في خاصرة الجنوبيين. أما الأخ العزيز اللواء صادق حيد، مدير أمن عدن الذي يعمل في ظروف صعبة غير طبيعية لأنها في ظل الدولة الرخوة ومع ذلك يحقق عزيزنا صادق شيئا من الانتصارات وسط الانكسارات وهي خارجة عن إرادته، فقد تمكن رجال أمن المحافظة من رصد الحقيبة التي حملت (30) مليونا من أصل (50) مليون ريال سرقها ملثمون ثلاثة، على ما أعتقد قاموا بنهب محل الكريمي للصرافة. وعلى صعيد آخر ألقى رجال الأمن في حضرموت القبض على الشخص الآخر المطلوب للعدالة في قضية (عدن للصرافة) يوم الأحد 3 فبراير 2013م، حيث قام (8) ملثمين يعملون لصالح مافيات القبيلة المتنفذة في صنعاء بنهب مكتب عدن للصرافة وكان المبلغ في حدود (400) ألف ريال سعودي، وفي سابقة خطيرة قام المجرمون المبرمجون بقتل الموظف الأعزل ناصر عوض عبدالصمد وهو قريب صالح عوض اليافعي، صاحب (مكتب عدن للصرافة)، ومن المعلوم أن العملية تمت وفق خطة متعددة الأهداف منها السرقة والقتل وضرب أبراج الكهرباء ونسف أنابيب النفط والسطو على الأراضي وقطع الطرقات وأعمال التفخيخ وغيرها من العمال الخارجة عن القانون لأهداف سياسية معروفة. أقول لأخي صادق: نسأل الله أن يثبت قدميك لأداء واجبك على هذه الأرض الرخوة ووسط الفساد والنظام غير المؤسسي، ومطلوب منك أن تكون قريبا من الله.. قريبا من أهل المحافظة.. قريبا من الأخيار في الأمن. مطلوب منك أن تعزز ثقتك بنفسك كما عرفك أبناء هذه المحافظة على الرغم من أنك تعمل وسط الضباب حيث تغيب الرؤية، اعمل على السعي الدائم لإحقاق حقوق قوتك الأمنية مع أفرادك، سواء على مستوى قيادة المحافظة أو مراكز الشرطة في عموم مديريات المحافظة. الكل يقدر أنك لن تصل إلى كل شيء، فالحقيقة قد تكون صعبة لأن هناك قوى شريرة تعمل وفق حسابات مرسومة على المستويين الإقليمي والدولي، فالعربي كما هو معروف قراره ليس بيده، فكل الأطياف بمن فيهم الإخوان المسلمون يعملون لخدمة مخطط دولي مرسوم للمنطقة التي ستشهد متغيرات كبيرة على المستوى الجيوسياسي وعلى المستوى الديني أيضا (سنة شيعة).. افهمها هكذا. وإلى لقاء آخر.