اهتزت عدن طربا قبل نحو أسبوعين عند قراءة تصريح أدلى به الشيخ صادق الأحمر، شيخ مشايخ حاشد، ورد فيه "كلنا شاركنا في نهب الجنوب ومعنا جنوبيون". حقق تصريح الشيخ صادق التفافا شعبيا كبيرا في محافظة عدن لأن الجميل في ذلك التصريح أنه قال "كلنا شاركنا في نهب الجنوب" والأجمل أنه قال "ومعنا جنوبيون" وكان وقع الإضافة (ومعنا جنوبيون) مريرا على نفوس أبناء عدن لأنها تعني الشيء الكثير عن أولئك المتواطئين والمشاركين مع الشماليين في أعمال النهب، وسيقول التاريخ كلمته في أولئك الجنوبيين الذين تجردوا من كل شيء وهم يشاركون في نهب الجنوب، وهو اعتراف بأن كلمة وطن أصبحت في حكم الملغية عندهم، لأنهم في الأصل من الجنوب وبين أنهم ليسوا من الجنوب. باسم الشعيبي التعاطي الجنوبي دوماً مع ما يصدر من صنعاء سلبي , كثير من قيادات الحراك الجنوبي ترى أن كل ما يأتي من صنعاء أمور لا تعنيها , تتحدث وكأنها بمعزل عما يجري هناك أو انها شئون تخص دولة بعيدة في طرف الكرة الارضية الآخر ليس لها صلة بالقضية التي يناضلون من أجلها. طريقة التعاطي هذه لبعض قيادات الحراك هي هروب من الواقع المعاش وفهمه والتعامل المسئول معه , هي رغبة للعيش في اطار البيانات والتصريحات و مقايل القات , يا سادة , إذا لم تعنينا القرارات نحن , فمن هو الذي تعنيه ؟ واذا لم تؤثر على مسيرة ثورتنا بشكل أو بآخر فمن الذي يمنعنا من الوصول إلى الإستقلال ؟ علي البخيتي حتى لا يلدغ الجنوبيون من جُحرِ مرتين, فلا بد من المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط من المستقلين تدير اليمن خلال الحوار والى ما قبل العملية الانتخابية, حتى يتم تحييد كل اجهزة الدولة عن ذلك الاستحقاق, وإذا تعذر تشكيلها من المستقلين فيمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها كل القوى الممثلة في مؤتمر الحوار وبنفس نسب التمثيل وبذلك سيكون للجنوبيين نصف مقاعد الحكومة, وهذا سيساعدهم على أن يكونوا شركاء فاعلين في المرحلة المقبلة. فلا يعقل ان يستمر الحوار وفي نفس الوقت تستمر تلك القوى وعبر الحكومة في السيطرة والاستيلاء على الأخضر واليابس في هذا البلد, وإذا ما تم تمديد فترة الحوار وبالتالي التمديد للرئيس وللحكومة فعلى اليمن السلام. فتحي أبو النصر الفيدرالية اذا كانت علمية ذكية من شأنها ان تعزز الوحدة اكثر وتجعلها وحدة حيوية موضوعية لائقة وتبعد عنها كل قيم وتشوهات المركز الاستئثاري الاستغلالي الذي دمر ليس الوحدة فقط ولكن كل اليمن ولايريد أن يتغير ..لكن الفارق انك تريد الهروب من المشكلة وترحيل الاستحقاقات .. أما الاشتراكي فهو يقر بالمشكلة وحق الناس في وحدة سليمة وعدم ترحيل الاستحقاقات اكثر لأنها بالفعل فرصة تاريخية لتصحيح الخطأ الرهيب. مصطفى راجح اللافت في ماحدث حتى الآن هو قوة صبر الرئيس ورصانته، وقد تبين انه لم يفرط باستحقاقات التغيير ، صحيح انه تباطأ في اتخاذ القرارات وقد اعترف بخطئه بقوله إن هذه القرارات كان ينبغي أن تصدر في 2012 ، غير انه لم يغفل عن ضرورة انجاز الخطوة التاريخية ، وقد فعلها وسوف يجد اثرها من خلال الالتفاف الشعبي والحماس وقوة الأمل التي سرت من جديد في كل أوصال المجتمع.